حين كنا ندرس الإعلام وفي بدايات المراحل الدراسية كانت تمر بنا بين الحين والآخر معلومات تتعلق بالألوان من ضمنها الألوان الأساسية ماهي والتي هي الأحمر والأصفر والأزرق، والتي يخلط البعض بينها وبين الألوان الطبيعية وهي التي ترى في الطبيعة وهي الأحمر والأزرق والأخضر، كانت هذه المعلومات تختزن في عقولنا دونما تفكير عميق ذلك الوقت، ولكن مع مرور الوقت بدأنا نعرف أن الألوان جميعها اشتقت من هذه الألوان لذلك حين تظهر هذه الألوان فهي تؤكد على أهمية الحدث أو وجوب المتابعة، ونقصد هنا حين تظهر كما هي وليس أي من تدرجاتها اللونية فالبرتقالي هو من تدرجات الأحمر والأصفر، لذا أيضا تلاحظون أنه حين استخدام لون مشتق أو متدرج فإنه يستخدم بكمية كبيرة حتى يعطي نفس تأثير اللون الأساسي، بينما اللون الأساسي يمكن استخدام خطوط منه زرقاء أو حمراء مثلاً وليس بالكامل مع أن بعض المنتجات تستخدم فقط هذين اللونين كالمشروبات الغازية، لذلك تلاحظ أن هذه الألوان تظهر في الأفلام الكرتونية بشكل كبير بل يتم التركيز عليها ومنها يتعلم الطفل التركيز والاهتمام بالحدث، كما يتعلم أشياء يحبها مسلية ومضحكة وجميعها ترتبط بهذه الألوان، لذلك أيضا نرى أن معظم القنوات إذا أرادت أن تجذب الأطفال والمراهقين لحدث ما فإنها تستخدم هذه الألوان حتى في شعار القناة ويمكنكم التجول بين القنوات والتأكد من هذه المعلومات. ما علاقة كل ذلك بالسمنة، الحقيقة أن هذا له علاقة قوية جداً فلو تلاحظون معي أن أغلب الحلويات والأكلات والمشروبات التي تقدم للأطفال تستخدم هذه الألوان وخصوصا تلك التي صنعت في الغرب وليست صناعة محلية لإدراكهم لدلالات هذه الألوان ومدى استجابة الأطفال لها، أما في صناعاتنا العربية والمحلية نحن نعرف أن هذه الصناعات لم تصل إلى مستوى دراسة علم الألوان وتأثيراتها ودراسات تسويق المنتج ومعرفة المستهلك وطريقة التأثير عليه لذلك تجد أنه لا يوجد هناك منتج يرتبط به المستهلك طويلا، لأنها مصانع تنتج لمستهلك هي لا تعرف أي شيء عن سلوكياته الشرائية إلا توقعات وانطباعات يملكها بعض المسوقين وتنجح أحيانا وتخفق أحيانا أخرى وهذا من فضل الله على أطفالنا. لذلك وفي دراسات يابانية قامت بها شركات كبرى، ورافقها أبحاث في علم سلوك الطفل وكانا موضوعين منفصلين الشركات كانت تريد زيادة منتجاتها وبالتالي أرباحها، بينما الأبحاث كانت تبحث عن سبل فتح شهية أولئك الأطفال الذين يضربون عن الطعام ويصيبهم النحول والهزال، وكانت النتائج أن الأبحاث خلصت إلى توصيات للأم بأن تزين الأكلات بألوان مختلفة وأنه كلما تعددت ألوان المائدة كألوان وليس أصناف فكلما أقبل الطفل على الأكل لأن الطفل يستجيب للألوان أكثر من استجابته للنصائح والأوامر وحتى للرجاء، فاستخدام الخضراوات كالجزر والبازلاء أو الفواكة كالفراولة والعنب والبرتقال وغيرها ذات الألوان الزاهية تجعل الطعام يبدو قريباً من شكل الحلوى، مما يجعل الطفل يقبل على الطعام. في موضوع السمنة أصبحنا الآن نعرف تأثير الألوان على اقبال أطفالنا على الأكلات الجاهزة والسريعة التي غلفت بألوان مقصودة تستهدف اطفالنا وهي التي لها دور كبير في انتشار السمنة بين أطفالنا، لذلك ننصح الأمهات خصوصا بتزيين الأغذية المفيدة والصحية بألوان تجذب أطفالنا وهي الألوان الأساسية والتي لها دور كبير في اقبال الطفل أو عزوفه عن الطعام. وأعرف ان البعض اعتقد من العنوان انني سأتحدث عن الألوان التي تناسب البدناء لإخفاء بدانتهم أو انني سأتحدث عن كتاب "Eat your colors" او كل ألوانك، وكل هنا بصيغة الأمر، للكاتبة الأمريكية Marcia Zimmerman، وهو كتاب يفيد للثقافة ولكن علميا لا نستطيع الجزم بدقة ما جاء فيه من معلومات طبية، ولكننا في مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث نهتم بتقديم المعلومة الموثوقة والتي تهم صحتكم وصحة أبنائكم وهذا جزء من رسالتنا في خدمة المجتمع. * التثقيف الصحي