لا يمكن الحديث عن ألفية «الشرق»، وانطلاقتها، ومسيرتها، وما وصلت إليه اليوم، دون المرور على مسيرة الانفتاح، والإصلاح التي طالت الجسد الصحفي، والإعلامي في عهد وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، الأكاديمي الحائز على درجة الدكتوراة في تخصص الكيمياء من جامعة برمنجهام، الإعلامي، الصحفي، الشاعر، الأديب، السفير، والوزير. الوزير خوجة – كما يروق للبعض وصفه – هو «خلطة» مكاوية حجازية نادرة، تجمع طيف بلاد التوحيد، وعنفوان الهوية السعودية في كل أسرارها، كما هو أيضاً «معادلة» كيميائية سرية، لم تُكتشف أسرار تركيبتها بعد في ظل ما يتمتع به من مهارات متعددة في مختلف المجالات. الوزير الذي تسنّم عرش السلطة الرابعة، لم يبنِ أسواراً، وقلاعاً بينه، وبين الجسد الصحفي، والإعلامي، والثقافي الذي ينتمي إليه، بل دشن جسوراً بينه، وبين المثقفين، والشعراء، والأدباء، والصحفيين، والإعلاميين، واعتمد سياسة «الباب المفتوح»، فكان أول وزير يقتحم شبكات التواصل الاجتماعي، ليلتف حوله آلاف من متابعيه، ومحبيه، وآخرون من المتحمسين لطرحه الثقافي، والإعلامي، والأدبي. سجل له أنه صاحب رؤية إعلامية حداثية متطورة، فشدد في أكثر من مناسبة على أن التطورات، والقفزات التي خطتها المملكة في السنوات الماضية لم تكن لتحدث لولا حكمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، مؤكداً أن جوهر الإصلاحات الإعلامية تمثّل في الانفتاح على الأفكار، عاداً ذلك بأنه مفتاح كل تطور، وأن المملكة خطت في سنوات قليلة، عشرات أضعاف ما كان يمكن أن تخطوه في عشرات السنين، وذلك لحكمة خادم الحرمين. المراقبون تلمّسوا ذلك الانفتاح بالإصلاحات العديدة التي طالت وزارة الإعلام في عهد الوزير خوجة، التي وصفها بأنها تأتي في سياق الإصلاحات العامة التي تشهدها المملكة في كافة المناحي الحياتية، والخدمية الأخرى في عهد خادم الحرمين. مؤكداً أن استقلالية الهيئات عن الوزارة يعطيها حرية أكبر، كما يوسع مساحات الإبداع لدى العاملين. في هذا الإطار، نال الشباب السعودي، رجالاً، ونساءً كثيراً من الثقة، وتم تكريمهم معنوياً، ومادياً عبر توليتهم مسؤولية التحرير في عديد من الصحف السعودية، والمواقع الإخبارية، إلى جانب إدارتهم عديداً من البرامج التليفزيونية الحوارية، والسياسية، والرياضية، والإخبارية، التي يتم بثها عبر باقة قنوات التليفزيون السعودي المتنوعة، أو عبر باقة مجموعة قنوات «إم بي سي»، والعربية. كان من ثمار التطور الإعلامي في عهده، أن الإعلام السعودي تبوّأ مكانة مرموقة تتميز بالمصداقية، والموضوعية، وقوة الانتشار، والتأثير في الرأي العام العربي، والعالمي، من خلال استراتيجية إعلامية عربية تتصدى للإرهاب، والفكر الضال، والتمسك بالجذور الأخلاقية، والعادات، والتقاليد، والقيم الإسلامية. وكحال كل الناجحين، لم يسلم الوزير خوجة من بعض السهام التي جاءته من هنا، أو هناك، فتعرض إلى عديد من الانتقادات، والهجمات الحادة من قِبل بعض أصحاب الأفكار المتشددة، وكذلك إلى حملات مُبالغ فيها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، إلا أنه ترفّع عن الرد على تلك المهاترات، وأثبت أن النخلة الباسقة عندما تُرمى بالحجارة فإنها تتساقط رطباً، وتمراً.