«شاعر سعودي، أشغل الآن مسئولية وزارة الثقافة والإعلام» .. بهذا التقديم الموجز الذي اختصر مساحة كبيرة من العمر في العمل الدبلوماسي والإعلامي والمعرفي قدم وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة لصفحته على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» التي يتواصل من خلالها مع أبناء الوطن ومع المثقفين على امتداد الوطن العربي. لم تكن تلك الصفحة وحدها هي الوسيلة للتواصل، بل كان الدكتور خوجة مِن أوائل المسؤولين في السعوديَّة، (إذا لم يكن في العالم العربي)، في انشاء صفحة خاصة به على الموقِع الاجتماعي الشهير «الفيس بوك» وقبل كل ذلك كانت مدونته التي حملت ابداعاته الشعرية وهمومه الثقافية، فهو رغم دراساته العلمية في الكيمياء وحصوله على أعلى الدرجات العلمية كانت الثقافة هاجسه الذي لا يفارقه أينما كان (كما كان الشعر رفيقه الدائم). ففي الدول التي عمل فيها سفيرا لخادم الحرمين الشريفين ومنها المغرب وبيروت لم تكن الملتقيات الثقافية بعيدة عنه، بل كان يسعى الى تواجدها وحضورها والمشاركة فيها. الرجل والعمل عندما توجت الثقافة السعودية بتعيين الدكتور خوجة وزيرا للثقافة والإعلام شهدت الثقافة والإعلام السعودي حراكا ثقافيا وإعلاميا بارزا لم تشهده من قبل.. حراك طال كل أجهزة الثقافة والإعلام وفتح ابواب واسعة للعمل الثقافي عبر محطات عديدة لا يمكن الوقوف عندها وحصرها، والعمل الثقافي بتعدده واتساع دائرة تعريفه يرتبط بالانسان ارتباطا وثيقا، لذا لم يكن مستغربا ان يحفل هذا العمل بشخصية تحمل في داخلها كل معاني الانسانية وتدرك أبعاد دورها وما تقوم به وتأسر كل من التقوا بها بتواضعها الجم ما دفع أحد مقدمي البرامج التليفزيونية في لقاء مع د. خوجة الى القول: «عندما تلتقيه يحل الود لكأنّ صداقة قديمة منعقدة، أو لكأن بينك وبينه سنوات ألفة وحواراً طال مدارك ومفاهيم ورؤى، وأسئلة مشتركة عن الحياة والوجود، فبعض من قلقه فيك وبعض من نظرته تشبهك، وبعض من انخطافاته وبعض من شعره وتأملاته، لكأن اللقاء هو تتمة للقاءات سابقة، والكلام تتمة لكلام سابق لم ينته فلا تشعر بحرج أو بمسافة، وباختصار أدق كما نقول في الدارجة: كأنه في خبز وملح بينك وبين هذا الرجل، الذي يمنحك حضوره ونقاءه وتواضعه صفاءً أو تصاب بعدوى من صفائه الداخلي، ومن منسوب الحب العالي في تكوينه». أعتقد ان هذا التقديم لخص الكثير مما كنا سنقوله عن د. خوجة الذي فتح ابواب وزارته على مصاريعها للمثقفين والإعلاميين، بل وكانت صفحاته على مواقع التواصل ملتقى لهم وحل مشاكلهم والاجابة عن تساؤلاتهم. بدت الاستراتيجية الأساسية لوزارة الثقافة والإعلام أكثر وضوحاً من أي وقت مضى وبدأ العمل فيها يأخذ شكلاً أكثر انسجاماً بين قطاعاتها المختلفة لتحقق السياسة الإعلامية والتنويرية في المملكة استجابة لمتطلبات المجتمع الحضارية لتربطه بمحيطه وتضع له موطئ قدم على النطاق العالمي.
الثقافة والإعلام منذ توليه وزارة الثقافة وخوجة يضع نصب عينيه وهو الذي لم يكن بعيدا عن الهم الثقافي وقضايا الوطن الثقافية اينما كان. النهوض بالثقافة السعودية وابراز تاريخها وعراقتها وتعددها وفتح مساحات واسعة من الإعلام أمام هذه الثقافة ليضحي لها قناة خاصة تتابع وتؤصل وتبحث وتقدم هذه الثقافة للمواطن وللعالم العربي. كما تقيم علاقات التواصل بين المثقفين وأفراد المجتمع، وبدأت الاستراتيجية الأساسية لوزارة الثقافة والإعلام أكثر وضوحاً من أي وقت مضى وبدأ العمل فيها يأخذ شكلاً أكثر انسجاماً بين قطاعاتها المختلفة لتحقق السياسة الإعلامية والتنويرية في المملكة استجابة لمتطلبات المجتمع الحضارية لتربطه بمحيطه وتضع له موطئ قدم على النطاق العالمي. لقد بدأت خطة الوزارة والوزير في التركيز على المؤسسات الثقافية كالأندية الأدبية، وجمعية الثقافة والفنون، والمكتبات، والفنون التشكيلية والمسرحية وغيرها، ومعارض الكتب كمعرض الرياض الدولي للكتاب الذي أضحى أحد المعالم الثقافية السعودية، وكذلك دعم فعاليات الأسابيع والأيام الثقافية السعودية في كل دول العالم حتى انها اتجهت الى دول صغيرة ودول حديثة لم يكن المواطن السعودي يعرف عنها الكثير. كما كان أبناء هذه الدول لا يعرفون عن المملكة الكثير سوى كونها بلد الحرمين الشريفين، بل وامتد الحراك الثقافي للوزارة والوزير الى الجامعات، فقد شهدنا مؤخرا قيام د. خوجة بافتتاح معارض تشكيلية في احدى الجامعات، وأيضا رعايته كثيرا من النشاطات الثقافية، بل ومشاركته في المنتديات الثقافية الأهلية التي تسهم في العمل الثقافي بالمملكة.
منجزات هامة واذا كان لنا ان نتوقف قليلا أمام بعض المنجزات في مجالي الثقافة والإعلام فاننا نقدم هنا : صدور الموافقة الملكية على تحويل الإذاعة والتلفزيون ووكالة الأنباء السعودية ( واس ) إلى هيئات عامة. اعتماد لائحة أول جمعية للإعلام الإلكتروني في المملكة العربية السعودية. اختيار مجلس الوحدة الإعلامية العربية الرياض عاصمة الصحافة العربية لعام 2013، وانتقال الراية من المنامة إلى الرياض، وجاءت حيثيات هذا الاختيار نتيجة للجهود التي تبذلها المملكة العربية السعودية وإلى الإنجازات الكبيرة التي حققتها وزارة الثقافة والإعلام، وعلى رأسها وزير الإعلام الدكتور عبد العزيز خوجة، حيث يقوم المجلس بالشراكة مع وزارة الثقافة والإعلام بتفعيل أنشطة عاصمة الصحافة العربية اعتباراً من مطلع شهر مارس 2013 التي شملت وستشمل عدداً من المحافظات في المملكة. أصبحت المملكة تمتلك شبكة إذاعية وتليفزيونية أرضية وفضائية واسعة ما يتيح ايصال الاخبار والبرامج الثقافية الي كل ارجاء العالم، فبالإضافة إلى الإذاعات السعودية، والبرامج الإذاعية الموجهة بعدة لغات، هناك شبكة من القنوات التليفزيونية الأرضية والفضائية تتمثل في القنوات الأولى، والثانية، والرياضية، والإخبارية، وقناة أجيال، وقناة الاقتصادية، والقناة الثقافية، وقناتي القرآن الكريم، والسُّنة النبوية. على المستوى الخليجي، أسهمت المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الثقافة والإعلام في كثير من الرؤى والمقترحات من أجل تعزيز العمل الإعلامي الخليجي المشترك وتحتضن المملكة جهاز إذاعة وتليفزيون الخليج أحد المؤسسات الإعلامية الخليجية المشتركة. على المستوى العربي يتبوأ الإعلام السعودي الشامل مكانة مرموقة على الساحة الإعلامية العربية، ويشكل الاستثمار السعودي في هذا المجال حصة لا بأس بها تشمل الشبكات الاذاعية والقنوات الفضائية. على المستوى الإسلامي تحتضن المملكة منظمة التعاون الإسلامي. كما تدعم المملكة كل حراك إعلامي إسلامي من شأنه تعزيز العمل الإعلامي المشترك باحتضانها لمؤسستين إعلاميتين إسلاميتين، هما اتحاد إذاعات الدول الإسلامية، ووكالة الأنباء الإسلامية الدولية.
من افتتاح الايام الثقافية السعودية في باريس
الأيام الثقافية وايمانا من وزارة الثقافة ووزيرها الشاعر بضرورة الانفتاح على الآخر وتقديم صورة واضحة للعالم الخارجي عن المملكة والعادات والتقاليد ومظاهر التراث فيها فقد شاركت وزارة الثقافة في العديد من الفعاليات الثقافية خارج المملكة، ومنها : - الأيام الثقافية السعودية في العاصمة اليمنية صنعاء، فبراير 2009م التي افتتحها معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة. - الأيام الثقافية السعودية بمدينة المآتا في كازاخستان, يونيو2010 م. - افتتاح معالي وزير الثقافة والاعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة الأيام الثقافية السعودية في جمهورية تركمانستان , يناير2011 م. - الأيام الثقافية السعودية في الهند , أكتوبر2011 م. - الأيام الثقافية السعودية في باريس في شهر أبريل من العام 2012 م بحضور معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة، وايرينا بوكوفا المدير العامة لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم (اليونسكو). - الأيام الثقافية السعودية في البانيا في شهر مارس 2013. - الأيام الثقافية السعودية بجمهورية قيرغستان في شهر مايو 2013م. واذا كان لنا ان نتوقف قليلا امام ظاهرة هامة تسهم في رفع مستوى الثقافة والحث على الإبداع، فأنا نشير هنا الى جوائز ومسابقات وزارة الثقافة والإعلام اذ انشأت الوزارة وقدمت عددا من الجوائز لاثراء الساحة الثقافية منها : - جائزة كتاب الطفل في دورتها الأولى عام 2011 م. - جائزة وزارة الثقافة والاعلام للكتاب والتي بدأت دورتها الاولى في معرض الرياض الدولي للكتاب 2012 م. - الجائزة الوطنية للإعلاميين - الدورة الاولى 2013 م. -مسابقة «مهرجان الخليج للفن التشكيلي المعاصر» في دورته الاولى 2013 م إضافة الى العديد من المسابقات والجوائز الفاعلة والمتنوعة على مستوى الاندية الادبية وعلى مستوى الخليج العربي. واذا كانت المساحة أضيق من ان تتضمن انجازات وزير ووزارة هامة فاننا هنا نطرح مقولة للدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام طرحها في كلمته في افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب 2013تؤكد ايمانه بالمستقبل الثقافي الزاهر للثقافة السعودية ولأبناء وبنات هذا الوطن : «إنني في غاية الأمل والتفاؤل لمستقبل الثقافة في بلادنا، وأنا جد مستبشر بحالة القراءة بين أبنائنا وبناتنا من الشباب والشابات، ونمو الوعي بينهم فهم يقرؤون كما لم نقرأ، ويفكرون كما لم نفكر .. نعم قد لا يقرأون ما نقرأ، ولا يفكرون كما نفكر ، لكنهم يقرؤون ويفكرون، ويتخذون من الوسائط الحديثة، ما يؤسس في أذهانهم وعيا جديدا، في صفحات افتراضية يقدمها لهم عالم الحداثة الجديدة في الاتصال والمعلومات. إنهم أكثر اتصالا منا بالحياة بإيقاعها وتحولاتها وتقول لهم بارك الله فيهم». انه هنا لم يتوقف عند الكتاب كوسيلة وحيدة لنقل المعرفة، لكن ايضا الصفحات الافتراضية وسبل نقل المعرفة بأنواعها. المساحة تضيق والعبارات تتسع والوقوف عند انجازات وزير بحجم وفكر د. عبد العزيز خوجة يحتاج الى كتب، ويبقى ان نختم هذا التقرير بكلمة للدكتور خوجة في ملتقى من ملتقيات الأيام الثقافية السعودية يقول فيها: «الثقافة هي سبيلنا إلى السلام، ولا سبيل إليها إلا بالحوار، فليس للبشرية من ملجأ اليوم إلا بإشاعة روح الحوار والسلام بين الأمم والشعوب والثقافات، وهو ما تدعو إليه الأديان، وتنادي به الفلسفات الإنسانية التي دعا إليها الفلاسفة والمصلحون».