نأى رئيس الوزراء الباكستاني بنفسه عن تحرك الجيش للتدخل في الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد منذ أسابيع، قائلا إنه لم يلجأ إلى الجيش للمساعدة في نزع فتيل الأزمة. لكن في تطورٍ محرج لرئيس الوزراء سارع الجيش بنفي ذلك، وقال إن الحكومة دعته للتدخل. وفشلت جهود نواز شريف لإنهاء الخلاف مراراً في الأيام الأخيرة، لتقع باكستان في مأزق خطير مع احتشاد آلاف المتظاهرين المعارضين للحكومة خارج البرلمان لأسابيع في البلاد، التي شهدت سلسلة انقلابات عسكرية. وأعلن زعيما المعارضة عمران خان وطاهر القادري في وقت متأخر أمس الأول الخميس، أنهما سيتفاوضان مباشرةً مع قائد الجيش الجنرال رحيل شريف. وأجرى الرجلان محادثات في وقت لاحق مع الجنرال، ولم يعلق القادري على المحادثات، فيما قال خان إن الجيش هو الضامن لأحد مطالبه الرئيسة وهو إجراء تحقيق في اتهامات بتزوير الانتخابات العام الماضي، ولم يعلق الجيش على ما قاله خان. وأضعفت الأزمة بشكل كبير رئيس الوزراء شريف، وقد يكون اللجوء إلى طلب مساعدة الجيش محرجاً لرئيس وزراء أطيح به هو نفسه في انقلاب عسكري عام 1999 أثناء توليه لذات المنصب في السابق. وقال شريف أمام البرلمان أمس الجمعة إنه لا علاقة له بقرارالجيش التدخل في الأزمة. وأكد للبرلمان الذي يحظى فيه بأغلبية قوية «لم يطلب الجيش أن يلعب دور الوسيط ولم نطلب منهم أن يلعبوا مثل هذا الدور». لكن شريف ذكر أنه لم يعترض على اجتماع خان والقادري مع قائد الجيش، وأضاف شريف «إذا أرادا الاجتماع بقائد الجيش فبإمكانهما الاجتماع بكل تأكيد». ومع ذلك، كتب المركز الإعلامي للجيش في تعليق سريع على موقع «تويتر»: «طلبت الحكومة من قائد الجيش أن يلعب دوراً لتسوية الأزمة الحالية». وكان شريف أثار استياء الجيش من خلال محاولة تعزيز الحكم المدني وتحسين العلاقات مع الهند وأفغانستان، في حين أعطى الصراع الأخير الجيش فرصة لتهميش دوره في القضايا الأمنية والسياسة الخارجية. كما أغضب شريف الجيش بمحاكمة قائد الجيش السابق برويز مشرف بتهمة الخيانة، وكان مشرف أطاح بشريف في انقلاب عام 1999.