دعا وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس أمس أثناء زيارته بغداد، العراقيين إلى تشكيل حكومة «وحدة واسعة» من أجل «خوض المعركة ضد الإرهاب». وقال فابيوس بعد لقاء قصير مع وزير الخارجية العراقي بالوكالة حسين الشهرستاني: «يجب أن يشعر جميع العراقيين أنهم ممثَّلون، وأن يتمكنوا معاً من خوض المعركة ضد الإرهاب»، في وقت لا يزال فيه العراق دون حكومة، فيما يواجه منذ شهرين هجوماً للمسلحين الجهاديين. ويتوجه فابيوس بعد بغداد إلى إربيل عاصمة إقليم كردستان الذي يتمتع بالحكم الذاتي في شمال العراق للإشراف خصوصاً على أول شحنة من المساعدات الإنسانية الفرنسية إلى السكان المهددين بزحف تنظيم «داعش» في المنطقة. وقال الوزير الفرنسي «ستتسنى لي الفرصة للإشراف على تسليم أطنان من الأدوية والإسعافات الأولية لسكان المنطقة الكردية والشمالية، وكذلك لقاء السلطات المحلية والأقليات التي يطاردها تنظيم الدولة الإسلامية». وأضاف «كما تعلمون أن فرنسا طلبت وحصلت على انعقاد اجتماع خاص لمجلس الأمن الدولي حول هذا الموضوع، وطلبت شخصياً من زملائي في الاتحاد الأوروبي أن يدينوا معاً (تنظيم) الدولة الإسلامية ويبدوا في الوقت نفسه تضامنهم مع السكان العراقيين». كما دعا إلى تشكيل حكومة وحدة لمواجهة الخطر الجهادي. وقال: «من الطبيعي دبلوماسياً أن أقوم أثناء هذه الزيارة إلى إربيل، بتوقف ولو سريع هنا في بغداد للقاء السلطات». وأكد فابيوس «لا أريد التدخل في البرنامج الداخلي للعراق، لكني أود أن أقول فقط إن العراق بحاجة خصوصاً في هذه الفترة لحكومة وحدة، وحدة واسعة، لأنه يجب أن يشعر جميع العراقيين أنهم ممثَّلون وأن يتمكنوا معاً من خوض المعركة ضد الإرهاب». وتابع «إن كلمة السر هي التضامن». من جهته، قال وزير حقوق الإنسان العراقي أمس إن مسلحي «داعش» قتلوا 500 على الأقل من الأقلية الأيزيدية في العراق خلال هجوم شنوه في شمال البلاد. وأضاف الوزير محمد شياع السوداني أن المسلحين دفنوا بعض الضحايا أحياءً، بما في ذلك عدد من النساء والأطفال، وأسروا 300 امرأة. وقال «لدينا أدلة قاطعة حصلنا عليها من الأيزيديين الناجين من الموت وكذلك صور لمواقع الجرائم، تظهر بصورة لا تقبل الشك أن عصابات داعش أعدمت ما لا يقل عن 500 من الأيزيديين بعد دخولها سنجار». وبلدة سنجار هي موطن الأيزيديين منذ القدم وسيطر عليها المقاتلون السنة الذين يصفون الأيزيديين بأنهم «عبدة الشيطان». وأضاف السوداني «بعض الضحايا ومن ضمنهم نساء وأطفال دفنوا أحياء في مقابر جماعية متفرقة في منطقة سنجار وأطرافها». واضطر عشرات الآلاف من الأيزيديين والمسيحيين إلى الفرار مع تقدم التنظيم -الذي أعلن قيام خلافة في أجزاء من العراق وسوريا- إلى مسافة 30 دقيقة بالسيارة من إربيل عاصمة إقليم كردستان في شمال العراق. ويتفرق الأيزيديون وهم أتباع ديانة قديمة انبثقت عن الزرادشتية في أنحاء شمال العراق، وهم جزء من الأقلية الكردية في البلاد. وانقضت ظهر اليوم مهلة منحها التنظيم حتى تعتنق 300 أسرة أيزيدية الإسلام أو تواجه القتل على يد التنظيم.