التحكيم مشكلة أزلية يعاني منها النصراويون منذ أكثر من 38 عاماً، ورغم معارضة البعض لرأي النصراويين في ذلك لكنها الحقيقة المرة. الخميس الماضي حرم التحكيم النصر بطولة مستحقة تعتبر ذات الرقم 15، التي يتم حرمان النصر منها بسبب التحكيم عبر تأريخه الرياضي. لن أتدخل في مسألة نزاهة التحكيم في تلك الليلة أو في ضمير فهد المرداسي، لكن ألوم لجنة الحكام في سوء اختيارها لحكام تلك الليلة، الذي حذرت منه في مقالي السابق صبيحة يوم المباراة، فكان من الأفضل اختيار طاقم تحكيم أجنبي أو على أقل الأحوال اختيار حكم أفضل خياراً من المرداسي، الذي اشتكى النصراويون منه كثيراً خلال السنتين الأخيرتين من خلال أخطائه الكارثية في عدد من المباريات المصيرية والحساسة، كما أنّ المرداسي ظهر وكأنه خلال الفترة الماضية لم يعايش تطور كرة القدم فهو لم يطبق تعليمات الفيفا، التي تسمح بإيقاف المباريات للراحة في المناطق الحارة، واستمرت المباراة دون توقف رغم تجاوز درجة الحرارة للرقم 42. ما ذنب النصر، الذي صرفت إدارته مئات الملايين من الريالات حتى تُسلب منه البطولة بتلك الطريقة؟ لجنة الحكام تعاني من خلل كبير في عملها، وسبق أن تحدثت في مقال سابق أنّ عمر المهنا ليس الشخص المناسب لرئاسة لجنة الحكام، فهي تحتاج إلى شخص يستطيع الاستقلال بقراراتها واختياراتها، قادر على تطوير الحكم السعودي بشكل أفضل مما هو عليه. لجنة الحكام تعاني من التناقض الكبير ما بين أقوالها وأفعالها، كما تعاني من التبعية في قراراتها. أبسط مثال على تناقض اللجنة أنها أكدت الموسم الماضي أنّ أي حكم يشارك في أي مباراة لا بد أن يكون موجوداً في منطقة المباراة قبل موعدها بأربع وعشرين ساعة سواءً كان حكم الساحة أو المساعدين أو حتى الحكم الرابع، ومع ذلك شاهدنا الحكم بدر العنزي يشارك في أربع مباريات في أربعة أيام ليدخل موسوعة جينيس للأرقام القياسية، والمرداسي يقود مباراتين في ثلاثة أيام كحكم ساحة، وهذا يثير الاستغراب من عمل اللجنة، فهل يعقل أنّه لا توجد خيارات سوى هذين الاثنين رغم وجود 460 حكماً سعودياً؟ لجنة الحكام أكبر من المهنا وتحتاج لشخص أفضل منه قادر على تغيير وضع التحكيم لدينا. حسين عبدالغني صفق له المنصفون على عطائه الكبير، وأنبرى المتعصبون لمحاربته بشتى الطرق، لكنه يبقى نجماً كبيراً في ذاكرة التاريخ وسيذهبون هم في مهب الريح.