حرم الله الظلم على نفسه وجعله بين العباد محرماً، والله لا يحب الظالمين، ولا تحسبنَّ الله غافلاً عما يعمل الظالمون، وكم في هذا الكون من ظلم وظلمات، ودعونا فقط نشير اليوم إلى جانب من الظلم يقع على أغلى فئة في مجتمعاتنا الإسلامية، على المرأة، التي كرَّمها الإسلام وعززها ووقَّرها وأعطاها من الحقوق وعيَّن لها من الواجبات التي تصونها. ولكن السؤال الذي نطرحه على أولئك الذين ظلموا أمهاتهم وزوجاتهم وأخواتهم وبناتهم هو: متى يظلم الرجل امرأته؟… والإجابة واضحة وصريحة، وهي: حينما يتخلى هذا الظالم عن دينه الإسلامي الحنيف، لأن المسلم الحقيقي وفيٌّ للمرأة والرجل. وحينما نبتعد عن مبادئ ديننا الإسلامي يقع الظلم على المرأة، ولا نفرِّق بين ظلمها وهضم حقوقها. فمثلاً الوالد الذي يزوِّج ابنته ظلماً وقهراً حباً للمال، أو الزوج الذي يسيطر على راتب زوجته ويبتزها، والأخ الذي يمنع أخته من إكمال دراستها، أو حتى الشباب الذين يبتزون البنات في المواقع العنكبوتية المشبوهة، أو حينما تُهمَّش حقوق المرأة الإنسانية والزوجية ورسالتها الخالدة، وتُصرف عبوديتها عن الخالق إلى عبادة الأهواء والشهوات. إن أعظم ظلم يقع على «أمنا، أختنا، ابنتنا» المرأة أن نلبسها الباطل ونصرفها عن الحق، ونستبدل الحسن بالقبيح، ونصوِّر لها الحياء والعفة والأخلاقيات الإسلامية بالرجعية والتخلف. هذه بعض نماذج ظلم المرأة في مجتمعاتنا الإسلامية، وإذا بحثنا بإمعان عن روافد وينابيع هذا الظلم، نرى أن وراءه رجلاً ظالماً أو متهوراً أو جاهلاً بمبادئ ديننا الإسلامي الحنيف!