أكد علماء وباحثون أكاديميون على ضرورة وجود زوجين متفاهمين وأسرة متحاورة متفاهمة لتكون المخرجات أولادا يعلمون ما عليهم ومالهم تجاه والديهم ودينهم ووطنهم،وحذر العلماء من الشر المتطاير الذي يلحق بالمرأة جراء تعليقها مبينين بأن التعنيف هو منع لها من حقوقها وفيه ضرر لها مشيرين إلى ضرورة وضع حلول وعلاج لمثل هذا الضرر. قال الله تعالى (فامسكوهن بمعروف أو فارقوهن بمعروف) وقال سبحانه (ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه) فالتعليق للمرأة فيه اعتداء على حقها فلا هي زوجة تعيش حياتها في بيت مليء بالأمن والحيوية ولا هي مطلقة تنتظر ابن الحلال الذي يرغب بها. وتعليق الزوجة فيه تعذيب للمرأة، وقد تكون المرأة هي السبب في هذا التعليق من الزوج اما لما يصدر منها من محاسبة للزوج كلما خرج من البيت أو عاد وتكثر عليه من الأسئلة أين كنت أين ذهبت وهكذا علما ان التعليق غير جائز شرعا وهنا سنعرض بعض حالات النساء المعلقات أو المطلقات ونتابع مع أهل العلم الحلول للمشكلات. امرأة معلقة أم محمد معلقة منذ سبع سنوات يسألها أولادها عن أبيهم لماذا لا يأتي إلى المنزل؟ ولماذا أنت دائما حزينة؟ أم محمد مظلومة.. مظلومة لا ذنب لها الا أنها تركت لوحدها بعد أن أنجبت ثلاث بنات وولد ذكر ثم هجرت فلا هي مطلقة ولا هي زوجة. يأتيها زوجها وإنما تعيش حياتها بمرارة. حقوق المعلقة تحدثت ل «اليوم» الدكتورة هدى العثمان متسائلة: من يعطي المرأة المعلقة أو المطلقة حقوقها؟ وأضافت بأنه أصبح أعداد المطلقات مخيفا وكذلك المعلقات لذلك ندعو الرجال والشباب إلى عدم التسرع في الحكم على الزوجة خصوصا وان نبينا صلى الله عليه وسلم أوصى بهن خيرا وقال «ان كره منها خلقا رضي منها خلقا آخر» وقال عليه الصلاة والسلام «استوصوا بالنساء خيرا فانكم اخذتموهن بامانة الله». الوحدة والترابط وقال إن ديننا الإسلامي الحنيف دعا إلى وحدة العائلة وترابطها وتماسكها ولكن حين يقع الخلاف ويتفاقم فإن للمرأة حقها وحينما تعلق فلا تكون زوجة ولا تكون مطلقة فإن لها حقوقها وعليها أن تعرف هذه الحقوق وتعرف كذلك كيف تطالب بها ومن تطالب. ودعت العثمان إلى المساهمة في وضع حلول للمشكلات الأسرية من قبل المؤسسات الدينية والمدنية وتوسيع دائرة مؤسسات الإرشاد الأسري وإصلاح ذات البين في المجتمع للحاجة الماسة اليها. التحذير من الطلاق أما الدكتور «عبدالله المشوخي» أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة الملك فهد بالظهران قال محذرا من الطلاق ومن التعليق وأوصى بحسن المعاملة مؤكدا بانه لابد من و قوع الخلاف بين الزوجين لأمر أو لآخر ولكن ليس معنى هذا أن أهجر الزوجة وأتركها طول عمرها معلقة لا هي زوجة تسكن لبيتها ولزوجها ولا هي مطلقة تطلب للزواج ممن يسعدها. حقوق المطلقة وأوضح المشوخي الأحكام الفقهية المالية التي هي حق للمطلقة فقال إن كانت المرأة مدخولا بها وطلقت فلها النفقة في فترة العدة حتى انقضائها وإن كانت حاملا فنفقتها واجبة على الزوج حتى تنتهي فترة حملها بالوضع والولادة وإن كان لها باقي صداق فيدفع لها وهناك حق هو اسمه (المتعة) بحيث يدفع الزوج لمطلقته شيئا من مال أو متاع تتمتع به بحسب قدرة الزوج. عاقبة الظلم وخيمة وحول سؤال بماذا تنصح الأزواج حين تحصل المشكلات بينهم قال عليهم أن يستذكروا أن عاقبة الظلم وخيمة وأن المرأة المظلومة قد ترفع أكف الضراعة داعية على هذا الزوج الظالم فان الله يتقبل منها ومن المظلوم كائنا من كان و يقول سبحانه له (ولأنصرنك ولو بعد حين). أما بالنسبة للرجال فأنصحهم بالحل الرباني إما إمساك بالمعروف أو التسريح بالإحسان، وأنصحهم كذلك بتلمس المصلحة وحل الخلاف والإبقاء على العصمة الزوجية وعدم استخدام الطلاق.. وتحمل الرجل للمرأة وعدم الاستعجال.. والتنازل عن بعض الحقوق حتى تعود المياه إلى مجاريها وعلينا جميعا الا ننسى أن ديننا الحنيف أمر بالعشرة بالمعروف قال الله تعالى (وعاشروهن بالمعروف) ونهى عن الإضرار فقال سبحانه (ولا تضاروهن لتضيقوا عليهن) وعلينا أن نتعلم الحقوق والواجبات كل منا نحن الأزواج تجاه الآخر فالمرأة تعرف حقوق زوجها والرجل يعرف حقوق زوجته وهكذا.