واصلت أزمة الإسمنت في عدد من المناطق السعودية، إذ تفاقمت أزمة الإسمنت خلال اليومين الماضيين في عسير، مما أدى إلى نفاد مايقارب الستة آلاف كيس خلال ساعتين فقط، وعلى ذات الصعيد علمت «الشرق» أن مكتب وزارة التجارة بمنطقة عسير قد أصدر تعميما بعدم تحميل أكثر من ثلاثين كيسا لكل سيارة شريطة أن يكون صاحب السيارة لديه رخصة بناء حديثة الإصدار لكي يتمكن من أخذ حصته من الإسمنت بعد أن يسجل بياناته في مكتب الوزارة الذي تم إنشاؤه من الصفيح داخل سوق أبها .وفي سوق الإسمنت بمدينة أبها تواجدت في الصباح الباكر مايقارب عشر شاحنات محملة بالإسمنت من مصنع الجنوب بأبها ومصنع إسمنت نجران حمولة الشاحنة الواحدة ستمائة كيس ونفدت خلال ساعتين فقط . وعبر عدد من المواطنين عن معاناتهم اليومية في شراء الإسمنت حيث تفتقد منطقة البيع للتنظيم الجيد من قبل الجهات الأمنية، بالإضافة إلى أن العلاقات الشخصية مع بعض مسؤولي التوزيع هي من تحدد في بعض الأحيان أولوية التوزيع أين تتجه . وفي الجانب الآخر بث المواطن عبدالله الغنمي معاناته مع أزمة الإسمنت بأنه يشكر للجهات الأمنية تواجدها حيث قضت على السوق السوداء بشكل كبير وكذلك مكتب وزارة التجارة والذي وضع ضوابط مميزة لتحديد أوجه الصرف على حد قوله، لكن تكمن المعاناة في تواجد بعض السائقين الأجانب والذين يحملون الإسمنت بصورة كبيرة ويذهبون به إلى أماكن مجهولة مع العلم بأن التوجيهات واضحة في هذا الخصوص بتحديد الصرف على السعوديين فقط . دخلت الرياض أمس مع بقية المناطق في أزمة شح الإسمنت، حيث ارتفع الطلب بشكل كبيرعلى المنتج، في حين كان المعروض أقل بكثير. وكشفت جولة ل«الشرق» في سوق الإسمنت بالرياض عن ظهور سوق سوداء تنذر بتفاقم الأزمة، وأشارت عدة معطيات مشاركة الرياض في أزمة الإسمنت، حيث ارتفعت أسعار الإسمنت المتقلبة بين 15و16ريالا، داخل السوق المخصص لبيعه على طريق الحائر بالرياض، وغياب السيارات الكبيرة، التي تعوّد الزائر للسوق أن يراها بكثافة، وانتشار سيارات النقل الصغيرة حمولة مائة كيس بدلا عنها، وتذمر الموردون لدرجة الشكوى من أقرب مصنع، وعجزه عن تأمين 90% من الكميات المطلوبة، ووقوف طوابير الانتظار للتحميل أمام بوابتهويقول صاحب سيارة نقل كبيرة علي اليزيدي ل»الشرق» أنه يتأهب للوقوف في طابور الشراء من المصنع ويتوقع الحصول على حمولة سيارته بعد عصر اليوم، مشيرا إلى أن المصنع أصبح عاجزا عن تأمين طلبات الموردين بنسبة 90% وأضاف أن الجميع يعاني من تأخير المصنع، وقال إنه تضرر كثيرا من شح التوريد وعزا ذلك إلى مشاركة من أسماهم بالغرباء القادمين من خارج الرياض للشراء من أمام بوابة المصنع مشكلين سوقا سوداء تؤثر في ارتفاع الأسعار .من جانبه كشف البائع زهير السليم عن وصول مشترين من المنطقة الغربية وغيرها للحصول على كميات الإسمنت المتاحة بعد أن وصل سعر الكيس في جدة إلى 25 ريالا حسب ماقال ل«الشرق»، مضيفا أن الارتفاع في الأسعار قد بدأ منذ شهر ونصف تقريبا في الرياض، لكنه كان مقبولا 14ريالا ومع ذلك لم نجد تأخيرا لتأمين الطلبات من المصانع المحيطة، ولكن الآن بدأت الأمور تتصاعد لدرجة أن كثيرا من المشترين أصبحوا يميلون للتخزين والشراء بشكل يفوق احتياجهم خوفا من شح الإسمنت، ولم يخف السليم تخوفه من الارتفاع إلى سعر 24 ريالا كما حصل في العام 2004 خاصة وأن المشروعات التي تبنى هذا العام تعتبر ضخمة مقارنة مع العام الماضي.بدوره شارك البائع عبدالحميد الشميري رأي من سبقوه وقال ل»الشرق» جميع أنواع الإسمنت تسجل ارتفاعا متزامنا ومنها الخاص بالتشطيب 15ريالا والعادي 15.5 ريالا والإسمنت البحريني يقود قاطرة الارتفاعات بوصوله إلى سعر 16ريالا للكيس وعن السبب للبحريني قال إنه مصنع سعودي في المنطقة الشرقية ولكنه مخصص لاستعمالات صبّيات الأسطح والأعمدة الخاصة بالمشروعات السكنية وخلافها.وعلى الرغم من تجاوب البعض للحديث مع «الشرق» إلا أن الكثيرين لم يبدوا رغبة لوصف حال السوق واكتفائهم بالنظر إلى بعضهم البعض في إشارات تحذيرية لعلها تشير إلى تخوفهم من أساليب موظفي وزارة التجارة في التلون للوصول إلى المخالفين من رافعي الأسعار ومع ذلك تشارك سوق الإسمنت في الرياض بقية أسواق المملكة أزمة الإسمنت المتصاعدة.