وصف ساسة عرب كلمة الملك عبدالله بن عبد العزيز أمس الجمعة ب «رسالة موجّهة إلى المجتمع الدولي» مفادها: أوقفوا إرهاب الدولة.. تفقد التنظيمات المتطرفة أسباب وجودها. وقال السياسي السوري، فواز تللو، إنه إذا توقف إرهاب دولة الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وإرهاب نظام بشار الأسد في سوريا وحكومة نوري المالكي في العراق «سيفقد تنظيم داعش أسباب وجوده وسيفتقد إلى الظروف التي يستغلها لممارسة إرهابه». وكان خادم الحرمين الشريفين قال في كلمته إن الإرهاب أصبح له أشكال مختلفة، وأشار إلى إرهاب الجماعات والمنظمات وإرهاب الدول «وهي الأخطر بإمكاناتها ونياتها ومكائدها». واعتبر تللو أن المنطقة تتعرض لمؤامرة من قِبَل إسرائيل وإيران والولاياتالمتحدة والتنظيمات المتطرفة، مضيفاً «نجد أن هناك تلاقي مصالح بين كل هذه الأطراف حتى وإن حاربت بعضها البعض». واتهم تللو، وهو عضو سابق في المجلس الوطني السوري (كيان سياسي معارض للنظام)، واشنطن بالتدخل لمنع سقوط الأنظمة والحكومات التي توفر البيئة المناسبة لتفريخ جيل متطرف يؤمن بالعنف بديلاً عن الحوار. وقال ل «الشرق»: «الولاياتالمتحدة تدرك أن التطرف وُجِدَ في سوريا بسبب الانتهاكات الصارخة التي يرتكبها نظام الأسد، وعلى الرغم من ذلك نواجه في الكيانات السياسية الموالية للثورة ضغطاً هائلاً من أمريكا لتقويض عملنا ومنع الدول التي ترغب في دعمنا من تقديم هذا الدعم، وهو ما يتيح بقاء الأسد في السلطة وبالتالي وجود داعش في عددٍ من المناطق السورية». وذكر أن كل من ينشط في الكيانات السياسية السورية الموالية للثورة يلمس هذا الضغط الأمريكي للحيلولة دون سقوط نظام الأسد «وهي بذلك تدعم إرهاب الدولة الذي حذر منه الملك عبدالله أمس في كلمته وتقدم الدعم غير المباشر للتنظيمات المتطرفة». من جهته، أرجع المعارض السوري بسام يوسف عدم تفاعل المجتمع الدولي بجدية مع الدعوة السعودية لإنشاء المركز الدولي لمكافحة الإرهاب (مؤتمر الرياض 2003) إلى «تورط دول وأجهزة استخبارات في دعم المنظمات الإرهابية واستغلالها لتحقيق أهداف سياسية». وأضاف يوسف «إذاً، مكافحة الإرهاب عند بعض أجهزة الاستخبارات ليست مصلحة، ومن المنطقي ألاَّ تتجاوب أن بعض الدول التي لها نفوذ دولي كبير مع دعوة الملك عبدالله لمكافحة الإرهاب على مستوى العالم». «لكن بعض هذه الدول تتعرض لخطر الإرهاب في مراحل لاحقة، كأمريكا التي دعمت القاعدة في إحدى المراحل ثم تضررت من أعمال التنظيم» بحسب يوسف الذي أبدى قناعته التامة بأن «جزءاً كبيراً من الإرهاب مُصنَّع داخل أجهزة المخابرات». بدوره، اعتبر النائب اللبناني السابق، مصطفى علوش، كلمة الملك أمس تذكيراً للعالم بأن عدم حل القضية الفلسطينية هو أصل الظلم الواقع على المنطقة، مشيراً، في حديثه ل «الشرق»، إلى ابتعاد شعوب الشرق الأوسط تدريجياً عن الإيمان بأهمية المجتمع الدولي ومواثيق الأممالمتحدة. وقال علوش «حينما ننظر كعرب ومسلمين إلى ما يجري في غزة، ندرك أن الشعارات التي تقول الأممالمتحدة أنها تجمع البشرية غير ذات فاعلية، وهذا يجعلنا نفقد الثقة في هذه المنظمات وما ترفعه من لافتات».