بدأ أمس تطبيق اتفاق بين مقاتلي مدينة المعضمية مع نظام الأسد على هدنة مدتها 48 ساعة تسمح بدخول الطعام والمواد الغذائية إلى سكان المدينة الذين باتوا مهددين بالموت جوعاً. والمدينة التي تقع جنوبدمشق محاصرة منذ أكثر من عام وتتعرض لقصف يومي من قبل قوات النخبة لنظام الأسد بشكل يومي فرضت حصاراً خانقاً قطعت عنها كل الإمدادات من الطعام والدواء والوقود والكهرباء والاتصالات. وحدثت عدة حالات وفاة بين أبناء المدينة معظمهم من الأطفال وبدأ الناس يأكلون أوراق الشجر بحسب ما أفاد ناشطون. وبدأت الهدنة الأربعاء برفع علم النظام على أعلى مبنى في المدينة على أن تدخل المواد الغذائية اليوم. وتداولت عديد من صفحات الثورة نص الاتفاق، الذي إذا طبق سيسلم بموجبه المقاتون أسلحتهم الثقيلة في نهاية المطاف ويخلون المدينة. وقال المعارض المستقل فواز تللو تعليقاً على الاتفاق ل «الشرق»: إن هذا الاتفاق يعبر عن عجز المعارضة السورية عن تقديم الدعم للمدنيين والثوار الذين صمدوا طويلاً في مواجهة النظام وشعاره «الجوع أو الركوع»، وأضاف تللو أن المعارضة لم تستطع استخدام فك الحصار كشرط لذهابها إلى جنيف رغم أن الثوار يسيطرون على أكثر من نصف الأراضي السورية وهم في وضع قوي وليسوا ضعفاء. واعتبر تللو أن أبناء المعضمية صمدوا صموداً أسطورياً في وجه سياسة التجويع، التي يطبقها النظام على عديد من مناطق الثورة في حمص وداريا والمعضمية، تجاهل المعارضة لثوار المعضمية أدى لعقد هذا الاتفاق. وأشار تللو إلى أن المجتمع الدولي يبارك سياسة الحصار التي يطبقها النظام في تجويع المحاصرين لتحقيق انتصارات عسكرية تمهيداً لعقد مؤتمر جنيف2. وقال تللو إن المجتمع الدولي لم يحرك ساكناً تجاه وجود الميليشيات الإيرانية والعراقية واللبنانية، التي تقاتل إلى جانب النظام بينما تمارس كل الضغوط على المعارضة لحضور جنيف بشروط مجحفة، وحذر تللو من أن يرتكب النظام مجازر في المدينة في حال وصل الاتفاق إلى نهايته وخرج المقاتلون كما حدث في حي بابا عمرو في حمص. وأكد تللو أن سقوط المعضمية في حال حدوثه لن يكون ذا أهمية استراتيجية عسكرياً بقدر ما له أهمية معنوية على سياق الثورة. واعتبر تللو أن سقوط المعضمية سيكون سقوطاً للمعارضات السياسية وعلى رأسها الائتلاف الوطني، وسقوطاً لمجموعة أصدقاء سوريا، خاصة أمريكا والغرب، وسقوط آخر أوراق التوت عن مؤتمر جنيف2، كما تتساقط أوراقه تباعاً مع قصف حلب بالبراميل المتفجرة وانتصاراً لسياسة النظام، وتأييداً عالمياً لسياسة الجوع أو الركوع. وختم تللو بأن الاتفاق كان إحساساً عالياً بالمسؤولية من قبل المقاتلين تجاه الأطفال والعائلات والمدنيين، الذين صمدوا تحت القصف بأمعاء خاوية لكن الجوع سيقتلهم.