على مدى 3 أسابيع من المتابعة اليومية للصحافة وللتغريدات الإلكترونية يمكنني القول إنه ليس المثقف السعودي وحده من يعيش حالة الانقسام بين التمترس مع المقاومة، أو إدانة الإرهاب الصهيوني في زمن الخزي الداعشي. فقد وقف المثقفون العرب -بلا استثناء- ذات الموقف المتأرجح، بنفس الإيقاع، وربما أسوأ بمراحل. لست في صدد الدفاع عن أحد، ولكن، إذا كان فصيل صغير من المثقفين السعوديين من حزب «الكنبة» عبّروا عن وجهة نظرهم تجاه المقاومة الفلسطينية بصورة مخيبة للآمال فإن هنالك فصيلاً ثقافياً كبيراً أيضاً يحملون وجهة نظر مختلفة عنهم، ويقفون في الصف الأول للمقاومة. الغريب هو توجيه «الفوكس» على الفصيل القليل الأول من قِبَل المثقفين العرب والصحافة العربية «الممانعة» ناسين أو متناسين الموقف العروبي الشريف من المثقفين والكتاب السعوديين حيال القضية الفلسطينية منذ خمسينيات القرن الماضي. وكأنهم يرغبون بنيّة عنصرية تشويه كل ما هو خليجي/ سعودي، معتبرين الجغرافيا عبئاً، دون الإشارة إلى أي صوت يختلف عمّا يرغبون تصويره لجماهيرهم. والأغرب أنهم يدركون جيداً أن بين المثقفين الفلسطينيين أنفسهم -فضلاً عن العرب- انقساماً حيال «المقاومة»، خصوصاً تلك الأصوات الفتحاوية، أو تلك التي تريد أن تنتقم من تنظيم الإخوان عبر تدميرها حماس وأخواتها حتى ولو كلّف ذلك التحالف مع العدو، واختصار المقاومة في هذا الفصيل! هذه الكوارث تدفعنا إلى البحث القديم الجديد عن ضرورة العمل على اتّحاد للمثقفين السعوديين للخروج برأيهم الصريح حيال ما يجري من حولهم دون تبعيتهم لأحد، أو تقييدهم بالخطاب الرسمي، فليس من المعقول أن تتقدّم الصفوف الثقافية مجموعة من المطبّلين، ومن المطبّعين، فقط لأن لديهم منابرهم. دون الالتفات إلى أصوات أخرى تقف مع قضية إنسانية عادلة، لكنها بلا منابر!