وسط المختبرات وبين تعقيدات الجينات تقضي جل وقتها، تواصل حربها الشرسة ضد السرطان، تتسلح بالعلم الطيب لتواجه المرض الخبيث، في معركة بدأت فصولها منذ أعوام.. إنها العالمة الفذة عضوة مجلس الشورى وكبيرة علماء أبحاث السرطان في مستشفى الملك فيصل التخصصي البروفيسورة خولة الكريع القادمة من سكاكا، لتنال البكالوريوس بتميز من جامعة الملك سعود للرياض، ثم انتقلت لأمريكا لتبهر القارات الخمس بإنجازاتها وبحوثها المتقدمة ضد السرطان، وغلبت بدافعيتها وذكائها وأبحاثها وإنجازاتها جامعات ومراكز أبحاث أمريكا، التي منحتها دكتوراة في سرطانات الجينات من المركز القومي الأمريكي للأبحاث والبورد الأمريكي في علم الأمراض من أقوى الجامعات خاطفة «السبق» العلمي والابتكار والاختراع.. متحدثة لبقة وعالمة أبهرت العالم بفك ألغاز أخطر الأمراض وأصعبها علاجاً وأعلاها استعصاءً على الشفاء بأبحاث متقدمة سهرت من أجلها ليالي باردة في الغربة وعاشت بين نتائجها أياماً طويلة، وهي تصنع الإنجاز من مكتبها في مستشفى الملك فيصل التخصصي وتبلور خطة ومنظومة «الشفاء» من هذا الداء «الخبيث». داخل أروقة مركز الملك فهد للأورام تقضي ساعات طوال من العمل وسط تعقيدات التحدي وتفصيلات المعركة الصعبة مع التحديات، بحثت فأنجزت فتميزت في مجال الجينات السرطانية ونالت وسام الملك عبدالعزيز من الدرجة الأولى نظير ما قدمته للوطن، وما رسمته عالمياً من إنجاز المرأة السعودية كأول سعودية تحظى بهذا الوسام والشرف. قدمت ما يقارب من خمسين بحثاً علمياً، وتسعين ورقة عمل، و150 محاضرة في المملكة وأوروبا وأمريكا وآسيا، وقد أسست مفهوماً ونظرية تعتمد على القضاء على الخلايا السرطانية والحفاظ على السليمة، وأكدت أن البلاد يجب أن تكون منبراً للعلم كما هي منبر للعطاء متيقنة من آمال ونتائج تتوج أبحاثها طيلة السنوات الماضية ستظهر أنوارها وإشعاعاتها في العام 2015. تعشق لغة العلم وتؤيد النتائج الدقيقة ولا تعترف بالاجتهادات، مشيرة إلى أهمية الدراسة وتؤمن بأهمية التخصص وضرورة التشخيص الأدق وحتمية العلاج الأجدى، خصوصاً إذا ما كان المرض بتعقيدات ومكامن الخطر كالسرطان. تتوجه بحقيبتها وأوراقها وأبحاثها في أي موقع تدرس وتتدارس تواصل الجهد بإيمانها ثم بدافعيتها والتزامها بنتيجة دقيقة ومخرج من ظلمات المرض إلى نور العافية.. قالت إنها لا تستطيع الخوض في الطب النبوي، ولكنها تواقة إلى تعلمه ذات يوم وحققت الكريع نتائج علمية متقدمة وأبحاثاً فريدة في التعرف على البصمة الوراثية لمرض السرطان، وقد تهافتت وتسابقت جمعيات الطب والسرطان في أمريكا وكندا للظفر بعضويتها ومثلت السعودية في عدة مؤتمرات متعلقة بالمرض وترأست الفريق العلمي في المجال الجيني للسرطانات ونالت العضوية في هيئات ومجلات طبية عالمية في الجينات الطبية. من مختبرات أمريكا ومراكز أبحاث المستشفى التخصصي وتحت قبة الشورى وبين الدراسات المفصلية لقهر «السرطان» وفوق طاولة اجتماعات نيرة مستنيرة وأمام العالم أجمع تكمن قصة «الكريع»، «بطلة الطب السعودي» و»سفيرة العالمات»، و»نبراس السعوديات»، وتتجلى السيرة الذهبية لعالمة فذة.. تمثل أنموذجاً فريداً للمرأة السعودية العالمة المتعلمة التي أخرجت للعالم دروساً حية ومناهج مستديمة في الفكر والابتكار والتميز.