تراجعت كثافة العمليات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة أمس الإثنين وسط دعوات من الولاياتالمتحدة والأمم المتحدة لإبرام اتفاق هدنة قابلة للاستمرار. وقال المتحدث باسم جيش الإسرائيلي، الجنرال موتي ألموز، لراديو اسرائيل «تسري الآن هدنة غير محدودة الأجل، ولجيش الدفاع الإسرائيلي حق الهجوم بعد أي إطلاق للنار في حال حصوله». بدورها، أعلنت حركة حماس أمس الأول، الأحد، أنها توافق على هدنة ل 24 ساعة فقط للاحتفال بعيد الفطر، وما لبث الهدوء أن ساد قطاع غزة بعد ساعات على هذا الإعلان. غير أن الهدنة بدت هشة وسط توتر دبلوماسي بين إسرائيل والولاياتالمتحدة وحوادث متقطعة. وتعالى صوت صفارات الإنذار من الصواريخ القادمة من غزة في بعض التجمعات السكنية الإسرائيلية الواقعة قرب الحدود مع القطاع. وأفاد جيش الاحتلال بسقوط صاروخ على مدينة عسقلان في الساعات التسع الأولى من يوم أمس، مضيفاً أنه استهدف قاذفتي صواريخ وموقعا لتصنيع الأسلحة في شمال ووسط غزة. ولم يتضح ما إذا كان مقاتلو حماس التي تسيطر على القطاع سيوافقون على وقف مطول للأعمال العسكرية. وقالت وزارة الصحة في غزة إن طفلاً في السابعة من عمره قُتِلَ في إحدى الهجمات. وأعلن الجناح المسلح لحركة حماس أنه قتل جنديين إسرائيليين في شمال القطاع، في حين قالت متحدثة باسم الجيش الإسرائيلي إن جندياً جُرِحَ فقط ونفت علمها بوقوع أي وفيات. إلى ذلك، أفاد عددٌ من سكان غزة بأنهم تلقوا أمس رسائل مسجلة باللغة العربية على هواتفهم تخاطب حماس بالقول، إنه إذا ما زالت الحركة حيَّة فعليها أن تعلم أن الجيش الإسرائيلي سيرد بعنف إذا ما استأنفت هجماتها. كما ألقت الطائرات الإسرائيلية منشورات على غزة تورد أسماء العشرات من المسلحين من حماس وحليفتها حركة الجهاد الإسلامي، قال الجيش الاسرائيلي إنهم قُتِلُوا منذ بدء العملية العسكرية. وذكرت المنشورات أن «هذه اللائحة تشكل جزءً فقط ممن اعتقدوا أنه بوسعهم مواجهة بأس قوات الدفاع الإسرائيلية، وأُرفِقَ المنشور بخريطة تدل على موقع دفن هؤلاء المقاتلين. ووصل عدد قتلى العدوان على غزة إلى 1036 فلسطينياً معظمهم مدنيون وبينهم كثير من الأطفال. في حين ذكرت إسرائيل أن 43 من جنودها قُتِلُوا خلال العمليات العسكرية بالإضافة إلى 3 مدنيين قُتِلُوا جرّاء إطلاق الصواريخ وقذائف المورتر من غزة. وتقول إسرائيل إن الفلسطينيين فقدوا نصف صواريخهم خلال القتال – وهو تقييم شككت فيه حماس- وإن مهندسي الجيش عثروا على عدد كبير من الأنفاق ودمروها. وفي نيويورك، اتفق مجلس الأمن الدولي على بيان مساء أمس الأول يحث إسرائيل والفلسطينيين ومقاتلي حركة حماس على تنفيذ هدنة إنسانية إلى ما بعد عيد الفطر والانخراط في جهود لتحقيق هدنة دائمة. ويبدي البيان التأييد «لهدنة إنسانية فورية وغير مشروطة تسمح بتسليم المساعدات المطلوبة بشكل ملح» في غزة. وحث بيان مجلس الأمن الذي صاغه الأردن «كل الأطراف على احترام وتنفيذ الهدنة الإنسانية بشكل كامل في فترة العيد وبعد ذلك». ودعا البيان «كل الأطراف إلى الانخراط في جهود لتحقيق وقف دائم ويحترم بشكل كامل بناء على المبادرة المصرية».