قصفت اسرائيل محطة الكهرباء الوحيدة في غزة وسوت بالارض منزل اسماعيل هنية القيادي بحركة المقاومة الإسلامية (حماس) وضربت عشرات الاهداف المهمة في القطاع يوم الثلاثاء مما يبدد أي أمل في نهاية سريعة للقتال الذي مضى عليه 22 يوما. ووفقا لتقرير "رويترز"، قال مسؤولو صحة إن 79 فلسطينيا على الأقل قتلوا في هجمات إسرائيلية من الجو والبر والبحر كانت من بين الأسوأ منذ بدء الهجوم الاسرائيلي ردا على هجمات حماس الصاروخية. واشتد الهجوم الاسرائيلي بعد مقتل عشرة جنود اسرائيليين في هجمات عبر الحدود يوم الاثنين بينما حذر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو من حملة ممتدة على القطاع. وتصاعدت أعمدة الدخان الأسود من خزانات الوقود في المنشأة التي تمد القطاع بثلثي احتياجاته من الطاقة. وقالت هيئة الطاقة المحلية ان التقييم المبدئي للاضرار يشير الى ان المحطة قد تبقى خارج الخدمة لمدة عام. وقطعت الكهرباء عن مدينة غزة وأجزاء عديدة من القطاع الذي تسيطر عليه حماس بعد ما قال مسؤولون انه قصف اسرائيلي للحاويات التي بها ثلاثة ملايين لتر مكعب من وقود الديزل. وقال محمد الشريف مدير المحطة ان المحطة "انتهت". ولم يكن لدى المتحدثة العسكرية الاسرائيلية اي تعقيب وقالت انها تستوثق من التقرير. وقالت بلدية مدينة غزة ان الاضرار التي لحقت بالمحطة يمكن ان توقف العديد من مضخات المياه بالمنطقة وحثت السكان على ترشيد استهلاك المياه. وبدأت غزة التي كانت تحصل على الكهرباء بضع ساعات فقط يوميا تواجه الان البقاء عدة شهور بدون كهرباء. وأطلق عدد من الصواريخ من غزة نحو جنوب ووسط اسرائيل بما فيها منطقة تل ابيب. وتم اعتراض صاروخ واحد على الاقل بنظام القبة الحديدية المضاد للصواريخ. ولم ترد تقارير عن وقوع اصابات أو أضرار. وتصاعدت الضغوط الخارجية على نتنياهو لكبح جماح قواته. ودعا كل من الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومجلس الأمن التابع للامم المتحدة الى وقف فوري لإطلاق النار يسمح بوصول قوافل المساعدات الى 1.8 مليون فلسطيني يعقبها مفاوضات بشأن وقف مستمر للأعمال القتالية. وفشلت الجهود التي قام بها وزير الخارجية الامريكي جون كيري الاسبوع الماضي في تحقيق انفراجة وأدى تفجر أعمال العنف الى تقويض الآمال الدولية في ان تتحول هدنة قصيرة خلال عطلة عيد الفطر الى وقف مستمر لاطلاق النار. وقالت القيادة الفلسطينية في الضفة الغربية انها تتحدث باسم حماس والجهاد الاسلامي وعبرت عن تأييدها لوقف لاطلاق النار يتراوح ما بين 24 و72 ساعة. وقال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عبد ربه "ان القيادة الفلسطينية وبعد اتصالات ومشاورات مع الأخوة في قيادة حماس والجهاد تعلن بإسم الجميع الاستعداد لوقف فوري لإطلاق النار لمدة 24 ساعة وهناك اقتراح من الاممالمتحدة بمد هذه الهدنة لمدة 72 ساعة ونحن نتعامل بإيجابية كذلك مع هذا الاقتراح." لكن سامي ابو زهري المتحدث باسم حماس قال لرويترز ان تصريحات عبد ربه لا تعكس موقف حماس وان حماس لم تعط موافقتها على اي شيء قاله عبد ربه. وقال نتنياهو يوم الاثنين ان الجيش لن ينهي هجومه الى ان يدمر شبكة انفاق حماس التي تقول اسرائيل ان مقاتلي الحركة يستخدمونها مخابئ ومخازن أسلحة ومسارات للتسلل عبر الحدود لمهاجمة اسرائيليين. وقال الجيش الاسرائيلي ان جنوده قتلوا خمسة مسلحين فتحوا النار بعد ان خرجوا من أحد الانفاق داخل قطاع غزة وان 110 أهداف مهمة ضربت في القطاع يوم الثلاثاء. واشتملت هذه الاهداف على مخابئ اسلحة قال الجيش انها كانت مخبأة في مساجد ومنصة اطلاق صواريخ قرب مسجد آخر. وقال مسؤولو صحة محليون ان قذائف دبابات اسرائيلية وهجمات جوية أسفرت عن مقتل عشرة أشخاص في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة ليزيد عدد الفلسطينيين الذين قتلوا في الصراع الحالي الى 1139 شخصا معظمهم مدنيون. وفي الجانب الاسرائيلي قتل 53 جنديا وثلاثة مدنيين. وقالت وكالة الاممالمتحدة لاغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الاونروا) ان أكثر من 182 ألف نازح فلسطيني توجهوا للاحتماء بالمدارس والمباني التابعة للمنظمة الدولية بعد نداءات من اسرائيل للمدنيين بمغادرة الاحياء بالكامل قبل العمليات العسكرية. وتوجه آلاف للاقامة مع أصدقاء أو أقارب. وقالت وزارة الداخلية في غزة انه قبل الفجر أطلقت طائرة اسرائيلية صاروخا على منزل هنية القيادي بحركة حماس وهو رئيس سابق للحكومة في غزة لكن لم تقع اصابات. وكتب هنية على موقع حماس أن منزله ليس أغلى من منازل الفلسطينيين التي هدمت مضيفا أن تدمير حجارة لن يكسر عزيمة الفلسطينيين وإنهم سيواصلون مقاومتهم حتى ينالوا الحرية. وقالت حماس إن تلفزيون الأقصى وراديو الأقصى استهدفا أيضا. واستمرت القناة التلفزيونية في البث ولكن الراديو توقف. وقال الجيش الاسرائيلي ان هذه المحطات كانت تستخدم "في نقل الاوامر والرسائل الى مقاتلي حماس وتوجيه سكان غزة لتجاهل تحذيرات القوات الاسرائيلية فيما يتعلق بالانشطة العسكرية القادمة في مناطق بعينها." وقال نتنياهو في كلمة بثها التلفزيون يوم الاثنين ان اسرائيل "يجب ان تستعد لحملة ممتدة". وحذر الجيش الاف الفلسطينيين ليغادروا منازلهم في مدينة غزة وهو تحذير عادة ما يسبق ضربات عسكرية كبرى. وتنامى التوتر بين حكومة نتنياهو وواشنطن لقيام الاخيرة بالوساطة في الصراع وهو ما أضاف فصلا جديدا الى العلاقات المتوترة عادة بين رئيس الوزراء الاسرائيلي وأوباما. وفي نيويورك عبر الامين العام للامم المتحدة بان جي مون عن أسفه لغياب الارادة لدى كل الاطراف. وقال للصحفيين "انها مسألة تخص ارادتهم السياسية. يجب ان يظهروا انسانيتهم كزعماء.. الاسرائيليون والفلسطينيون على السواء."