كشفت الهدنة الإنسانية التي طبقت صباح أمس في قطاع غزة لمدة 12 ساعة، ومددت لاحقا 4 ساعات من قبل إسرائيل مع رفض "حماس" لذلك التمديد، عن فصول "الجريمة الكبرى" التي ارتكبتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. وما أن دخلت الهدنة دقائقها الأولى حتى اندفع عشرات الآلاف من الفلسطينيين لانتشال الجثث التي قالت وزارة الصحة الفلسطينية إن عددها وصل إلى 85، ليرتفع عدد الشهداء إلى 985 شهيدا. "زلزال"، "كارثة"، "تسونامي"، "دمار"، و"إبادة" تلك كانت العبارات التي أجمع فلسطينيون في استخدامها في وصفهم الدمار الذي خلفته قوات الاحتلال الإسرائيلي في حي الشجاعية، شمالي قطاع غزة، وأحياء أخرى في القطاع كانت على مدى 20 يوما هدفا لقصف إسرائيلي جوي وبري وبحري لم يتوقف. فما إن دخلت الهدنة الإنسانية في الساعة الثامنة من صباح أمس دقائقها الأولى حتى اندفع عشرات آلاف الفلسطينيين لتفقد منازل لهم أجبروا على إخلائها تحت تهديد القصف الإسرائيلي، غير أنهم لم يجدوا في معظم الأحيان منازلهم مكانها. وإن كان الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي أعلن سابقا أن قواته ألقت 120 قنبلة بزنة طن واحد لكل منها على حي الشجاعية، فإن النتيجة كانت واضحة للعيان أمس حيث تحولت مئات المنازل إلى أكوام من التراب. إلى ذلك وافقت الحكومة الأمنية الإسرائيلية المصغرة أمس، على تمديد وقف إطلاق النار في قطاع غزة أربع ساعات إضافية لينتهي بذلك عند منتصف ليل أمس، وفق ما قال أمس متحدث باسم الجيش ووزير الاستخبارات. وأكد وزير الاستخبارات "يوفال شتاينتز" قرار التمديد. وقال: "نريد أن نضرب حماس وليس المدنيون الفلسطينيون وتفادي كارثة إنسانية"، ورفضت حركة حماس إعلان الهدنة الإسرائيلية. وأشارت القناة العاشرة الإسرائيلية إلى أن قرار التمديد اتخذ قبل أقل من ساعتين على انتهاء المهلة الأصلية للهدنة الإنسانية، وبعدما دعا وزراء خارجية دول عدة في باريس من بينهم وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى تمديد الهدنة. وبحسب الإذاعة العسكرية الإسرائيلية، فإنه من المفترض أن تجتمع الحكومة الأمنية برئاسة رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو مساء في نهاية يوم العطلة الأسبوعي في إسرائيل. ودعا وزراء خارجية الولاياتالمتحدة وفرنسا وقطر وتركيا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا من باريس إلى تمديد الهدنة 24 ساعة إضافية قابلة للتجديد. وكانت هدنة إنسانية طبقت أمس لمدة 12 ساعة بطلب من جون كيري والأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون وموافقة من الحكومة الإسرائيلية وحركة (حماس) وسط تقديرات بإمكانية المطالبة بتنفيذ هدنة مشابهة خلال فترة عيد الفطر التي تبدأ غدا، على أن يتم حتى ذلك الحين التوصل إلى اتفاق فلسطيني-إسرائيلي لوقف إطلاق النار بشكل كامل. وانشغل الآلاف من الفلسطينيين وطواقم الدفاع المدني والإسعاف في انتشال جثث الشهداء من تحت الأنقاض، حيث قال مسؤول الإعلام في وزارة الصحة الفلسطينية د.أشرف القدرة" استطاعت طواقم الإسعاف انتشال 85 من الشهداء من تحت البيوت المدمرة، ومن بينهم أطفال ونساء في كافة مناطق قطاع غزة، وبذلك يرتفع عدد الشهداء إلى 1000 نتيجة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة". وكان الجيش الإسرائيلي طلب من سكان 14 حيا في غزة قبل أسبوعين مغادرة منازلهم مؤقتا وهو ما اضطرهم إلى الانتقال إلى ملاجئ أقامتها وكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا) التي قالت إن أكثر من 162862 مدنيا يتم إيواؤهم حاليا في 83 مدرسة تابعة للوكالة في قطاع غزة حاليا. وعلى الرغم من الالتزام الفلسطيني بعدم إطلاق الصواريخ فإن الجيش الإسرائيلي واصل هجماته على المنازل الفلسطينية بداعي البحث عن أنفاق. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل جنديين إسرائيليين في غزة فجر أمس مما رفع عدد الجنود الذين قتلوا في غزة خلال 8 أيام إلى 37 في حين جرح 35 جنديا مما رفع عدد الجرحى إلى 170 جنديا، نصفهم حالاتهم خطيرة ومتوسطة، بالإضافة إلى 545 مدنيا إسرائيليا غالبيتهم أصيبوا بحالات الهلع نتيجة وقوع الصواريخ على مدنهم وبلداتهم.وقد استمرت انتفاضة الفلسطينيين في الضفة الغربية انتصارا لغزة حيث سقط 9 شهداء وأصيب العشرات ليلة أول من أمس وفجر أمس. وبدورها قالت القيادة الفلسطينية إنها "ستدرس عدداً من الخطوات ذات الطابع الاستراتيجي خلال الأيام المقبلة لتعزيز الوفاق الوطني وبناء وحدة وطنية راسخة تضم كل القوى الوطنية الفلسطينية والانتقال بقضيتنا الوطنية إلى مستويات جديدة تجعل إنهاء الاحتلال هي المحور المركزي لكل جهد فلسطيني وعربي ودولي". وأضافت إثر اجتماع طارئ برئاسة الرئيس محمود عباس "إن فك الحصار عن غزة البطلة لن ينفصل عن الهدف الرئيسي، بل يجب أن يكون خطوة أولى نحو الخلاص من الحصار والاحتلال الذي يخضع إليه الوطن الفلسطيني بأكمله".