تكثفت الاتصالات الدبلوماسية في محاولة لتحقيق هدنة إنسانية في غزة خلال فترة عيد الفطر وسط مؤشرات عن إمكانية قبول الفصائل الفلسطينية وإسرائيل مثل هذه الهدنة. فقد توافقت الفصائل الفلسطينية على الدخول في فترة هدنة إنسانية مع إسرائيل لمدة 24 ساعة بدءا من الساعة الثانية من ظهر أمس، إلا أن الحكومة الإسرائيلية أرجأت جوابها ردا على قيام حركة "حماس" يوم أول من أمس، برفض الهدنة التي أعلنتها إسرائيل استجابة لطلب الأممالمتحدة. وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي استأنف هجماته الجوية والبحرية وعملياته البرية ضد قطاع غزة صباح أمس، بعد أن قال إن الفصائل الفلسطينية أطلقت 25 صاروخا من غزة على الرغم من الهدنة الإنسانية التي كان من المقرر أن تستمر حتى منتصف الليل. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي "أوعز رئيس الوزراء نتنياهو ووزير الدفاع يعلون للجيش باستئناف العمليات ضد حماس التي خرقت الهدنة الإنسانية التي طلبتها الأممالمتحدة من أجل سكان غزة.. أولا رفضت حماس المبادرة المصرية لوقف إطلاق النار، وبعد ذلك خرقت الهدنة الإنسانية التي طلبتها الأممالمتحدة الأسبوع الماضي، وبعد أن خرقت الهدنة الإنسانية التي طلبها الصليب الأحمر، خرقت حماس مرة أخرى طلب الأممالمتحدة بهدنة إنسانية؛ كي يتمكن سكان غزة بالقيام بالاستعدادات اللازمة لعيد الفطر المبارك". ولم تكد تمر 15 دقيقة على هذا البيان، حتى كانت وزارة الصحة الفلسطينية تعلن استشهاد 3 فلسطينيين فيما توالى صوت الانفجارات الناتج عن أعمال القصف الإسرائيلية العشوائي للمنازل في غزة. وأعلن مدير الإعلام في وزارة الصحة الفلسطينية في غزة د. أشرف القدرة، أن 12 فلسطينيا استشهدوا أمس، وأصيب العشرات في الهجمات الجوية الإسرائيلية، مما رفع عدد الشهداء منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 1061 شهيدا وإصابة أكثر من 6000. ولاحقا قال المتحدث باسم حركة "حماس" سامي أبو زهري في بيان "إنه تم التوافق بين فصائل المقاومة على التهدئة الإنسانية لمدة 24 ساعة تبدأ من الساعة 2 ظهرا استجابة لتدخل الأممالمتحدة ومراعاة لأجواء العيد". وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة لعملية السلام في الشرق الأوسط روبرت سيري، إنه طلب من الحكومة الإسرائيلية الاستجابة لطلب وقف إطلاق النار مع دخول عطلة عيد الفطر، إلا أنه أشار إلى أنه ليس بديلا للتوصل إلى وقف شامل لإطلاق النار في غزة. وأكدت وزيرة العدل الإسرائيلية تسيبي ليفني أن "إسرائيل مستعدة للنظر في طلب جديد من قبل حماس لوقف إطلاق النار" وقالت "لقد استجابت للطلب بالإعلان عن تهدئة إنسانية أمس، ولكن حماس خرقت هذه التهدئة، وعليه فإن الجيش الإسرائيلي يرد بقوة". ومع ذلك أعلن وزير الاقتصاد الإسرائيلي وزعيم حزب "البيت اليهودي" نفتالي بنيت، ووزير الخارجية وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيجدور ليبرمان، وعدد من وزراء حزب "الليكود" معارضتهم لوقف إطلاق نار جديد في غزة. وقال الجيش الإسرائيلي إنه قتل الناشط في "حماس" إسماعيل محمد سعدي عقلوق، مدعيا أنه كان "عضوا بارزا في منظومة التصنيع التابعة لحماس لا سيما الطائرات الصغيرة بدون طيار"، لافتا إلى أن الاحتلال استهدفه نهاية الأسبوع الماضي. وبالمقابل أعلن الجيش مقتل أحد جنوده بسقوط قذيفة هاون على حدود قطاع غزة مساء أول من أمس، مشيرا إلى أنه بذلك يرتفع عدد الجنود الإسرائيليون الذين قتلوا في غزة منذ 10 أيام، وهو موعد بدء العدوان البري على غزة إلى 42 جنديا إسرائيليا وإصابة نحو 200 جندي بجروح.