رجَّح وزير النقل الجزائري، عمار غول، تسبب سوء الأحوال الجوية في تحطم الطائرة المنكوبة بعد نحو 50 دقيقة من إقلاعها من مطار واجادوجو في طريق عودتها إلى الجزائر في وقت مبكر من صباح أمس الأول الخميس وعلى متنها 116 شخصاً ماتوا جميعاً. وقال غول، في مؤتمر صحفي أمس الجمعة، إنه لا يمكن معرفة السبب الرئيس لسقوط الطائرة إلا بعد الانتهاء من التحقيق وإنه «لا يمكن لأي شخص الحديث عن السبب الرئيس». وأعلن أن كل المعطيات ستسلَّم إلى لجنة التحقيق وأن من بين الأسباب المطروحة مشكلة الطقس ووصفها ب «فرضية جدية ومهمة»، لكنه استطرد «كل الفرضيات سيتم دراستها.. المعلومات والتحليلات الحالية ترجح هذه الفرضية، لكن لا يوجد شيء رسمي حتى الآن». وأوضح غول أن 6 من ضحايا الطائرة جزائريون بينهم 2 من طاقم شركة الخطوط الجوية الجزائرية و4 آخرون لهم علاقة عمل في بوركينافاسو. وكشف الوزير الجزائري أن الطائرة كانت على علو 900 متر أثناء اختفائها وأن مكان سقوطها يبعد بنحو 800 كيلومتر عن مطاري واجادوجو وباماكو علماً بأن مطار جاو مغلق، كما أكد أنها قامت بنفس الرحلة 5 مرات وأنها تملك كل التراخيص وخضعت للصيانة في مدينة مارسيليا الفرنسية وحصلت على الرخصة المطلوبة. وعن مسار التحقيق، أكد غول أن القانون في مثل هذه الحالات يخوِّل لدولة مالي التي سقطت الطائرة في أجوائها قيادة التحقيقات، مضيفاً أن الجزائر وبوركينا فاسو وفرنسا وإسبانيا معنيَّة بها من خلال التنسيق فيما بينها. وتوجه غول إلى مالي برفقة وزير الخارجية، رمطان لعمامرة، الذي أكد أن الماليين الموجودين في الجزائر (طوارق مالي) للتفاوض حول اتفاق سلام هم أول من حددوا بدقة حطام الطائرة. وأعلنت فرنساوالجزائر أمس الجمعة عن تحطم الطائرة «إم دي 23» التي استأجرتها شركة الخطوط الجوية الجزائرية من الشركة الإسبانية «سويفت إير» والعثور على أجزاء منها في منطقة جوسي على بعد حوالي 100 كلم جنوب- غرب جاو كبرى مدن شمال مالي ومنطقة كيدال، كما أعلنت الدولتان وفاة جميع ركابها ال 116، بينما أعلنت فرنسا أن عدد الركاب كان 118 راكباً. وفي واجادوجو، أعلنت وزيرة الدولة المكلفة بشؤون الفرنسيين في الخارج، فلور بيلوران، أمس أنه لم يكن هناك «أي شخص مشبوه» على متن الطائرة الجزائرية التي تحطمت في شمال مالي. وقالت الوزيرة في ختام اجتماع لخلية الأزمة التي أنشئت في بوركينا فاسو «وفقاً للتحقيقات التي أجريت مع سلطات بوركينا فاسو ولما نعرفه من الجانب الفرنسي لم يكن هناك أي شخص مشبوه بين المسافرين.. لكن للتأكد علينا أن ننتظر بدء التحقيق على الأرض». وكان يرافق الوزيرة رئيس وزراء بوركينا فاسو، لوك أدولف تياو، والتقت في المطار أُسَر 23 راكباً من بوركينا فاسو كانوا في الطائرة التي أقلعت ليل الأربعاء- الخميس من واجادوجو إلى الجزائر وتحطمت بعد 50 دقيقة. وأضافت الوزيرة أن «موقع سقوط الطائرة والصور التي شاهدناها صباحاً في مركز الأزمة تدفعنا إلى الاعتقاد بأن الحادث ناجم على الأرجح عن عطل ميكانيكي مرتبط بسوء الأحوال الجوية». وأظهرت الصور التي التقطها في الموقع جنود محليون أجزاء من حطام الطائرة مبعثرة على عشرات الأمتار، ولم تكن العناصر الأساسية للطائرة ظاهرة. من جهته، قال تياو «يؤسفني القول إن الطائرة سقطت وتحطمت إلى أجزاء.. لسنا واثقين من أننا سنتمكن من جمع الأشلاء بقدر ما انشطرت الطائرة إلى مئات القطع الصغيرة». إلى ذلك، أعلن وزير الخارجية الفرنسي، لوران فابيوس، أمس أن 54 فرنسياً بما في ذلك الأشخاص الذين يحملون جنسية مزدوجة ينتمون إلى 21 أسرة كانوا على متن الطائرة الجزائرية.