قتل جميع ركاب طائرة الخطوط الجوية الجزائرية التي تحطمت فجر الخميس في شمال مالي وعددهم 118 شخصاً، فيما عُثر أمس، وسط حطام الطائرة، على أحد الصندوقين الأسودين الذي يؤمَل أن يساعد في تحديد أسباب سقوطها. وأعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في تصريح متلفز مقتضب: «ليس هناك للأسف أي ناجٍ». وأضاف أنه «عُثر على صندوق أسود نقله إلى غاو في شمال مالي، العسكريون الفرنسيون الذين تولوا تأمين المنطقة»، موضحاً أن كل الفرضيات قيد الدراسة لا سيما الأحوال الجوية لشرح أسباب الحادث. من جهة أخرى، أعلن ناطق باسم شركة «اير فرانس-كيه أل أم» الفرنسية أمس، منع طائرات الشركة من التحليق فوق موقع تحطم الطائرة التابعة للخطوط الجوية الجزائرية في شمال مالي «كإجراء احترازي». وأضاف أن الشركة ستستمر في تسيير الرحلات من وإلى باماكو عاصمة مالي ولكن باستخدام مسارات جوية إلى الغرب من موقع التحطم. إلى ذلك، أعلنت المنظمة الدولية للنقل الجوي (اياتا) أمس، أنها «ستبذل كل الجهود» لتحسين سلامة الطيران التي تبقى أولوية وذلك بعد أسبوع أسود شهد تحطم 3 طائرات ومقتل أكثر من 460 شخصاً. وقال مدير المنظمة توني تايلر في بيان: «بعد 3 مآس في فترة قصيرة جداً، سيطرح الكثير من الناس بالتأكيد أسئلة حول سلامة الطيران». وأضاف: «سنظهر أكبر قدر من الاحترام لذكرى الذين رحلوا عندما نبذل كل جهد بحثاً عن الأسباب والحرص على عدم تكرار ذلك». وأكد تايلر أن «الأولوية الأهم هي الأمن. وعلى رغم الأحداث في الأيام السبعة الماضية، يمكننا أن نستقل طائرة بأمان». والطائرة من طراز «مكدونيل دوغلاس أم دي 83» كانت متجهة إلى الجزائر وتحطمت بعد خمسين دقيقة من إقلاعها من عاصمة بوركينا فاسو واغادوغو. ورصدت مروحية تابعة لجيش بوركينا فاسو حطام الطائرة مساء أول من أمس، في منطقة غوسي، شمال مالي قرب الحدود مع بوركينا فاسو. وسرعان ما أكدت الرئاسة الفرنسية هذا الخبر موضحةً أن الطائرة تناثرت قطعاً. وحلقت طائرة فرنسية من دون طيار قادمة من نيامي في النيجر فوق المنطقة ليل الخميس الجمعة. وكان على متن الطائرة 51 فرنسياً و20 لبنانياً و23 بوركينياً و6 جزائريين، فيما توزع بقية الركاب على بلدان عدة منها كندا، إضافة إلى طاقم الطائرة المؤلّف من 6 إسبان. وأعلنت الرئاسة الفرنسية أن الطائرة كانت تقل 118 شخصاً وليس 116 كما ورد في أنباء سابقة. وغادرت قافلة فرنسية من مئة جندي على متن 30 آلية مدينة غاو الكبيرة في شمال مالي التي تبعد 100 كلم جنوب غوسي ووصلت إلى مكان الحادث في وقت مبكر من صباح أمس. وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسية أن مهمتهم تتمثل في «تأمين المنطقة» وجمع العناصر المفيدة للتحقيق وكذلك جثث الركاب. ووصلت الوزيرة الفرنسية المنتدبة للفرنسيين في الخارج فلور بيلوران إلى واغادوغو وقد تتوجه إلى مكان الحادث. وأعلن الوزير الفرنسي المنتدب لشؤون النقل فريديريك كوفيلييه أمس: «استبعدنا منذ البداية احتمال تعرض الطائرة لصاروخ من الأرض، هذا أمر غير مرجح وحتى مستحيل»، مذكراً بأن «الأحوال الجوية كانت سيئة جداً». إلى ذلك، صرح رئيس وزراء بوركينا فاسو لوك أدولف تياو: «الآن وقد حُدد مكان الطائرة سنرسل فرقاً للمساهمة في العثور على جثث مواطنينا وسنتخذ كل الإجراءات لإعادتها إلى البلاد». وتُعدّ غاو منطقة خطرة ما زال المقاتلون الإسلاميون ينشطون فيها على غرار عصابات المهربين. واستقر فيها الجنود الفرنسيون منذ بداية تدخلهم في كانون الثاني (يناير) 2013 لطرد المقاتلين الإسلاميين الموالين لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي من شمال مالي، بعد أن احتلوا هذه المنطقة 9 أشهر. وقبل تحطم الطائرة التي استأجرتها الخطوط الجوية الجزائرية من شركة «سويفت-اير» تحطمت طائرة ماليزية في 17 تموز (يوليو) الجاري جراء إصابتها بصاروخ وسقطت في شرق أوكرانيا في منطقة يسيطر عليها الانفصاليون الموالون للروس، ما أسفر عن 298 شخصاً. وتحطمت الأربعاء الماضي، طائرة تايوانية لشركة «ترانس-آسيا» في جزيرة قبالة تايوان بعد محاولة هبوط فاشلة في أحوال جوية رديئة جداً ما أدى إلى مصرع 48 من أصل 58 شخصاً كانوا على متنها.