أرجع عدد من المختصين في مجالات التسويق مسؤولية ارتفاع أسعار المواد الغذائية حتى 60% خلال الأعوام الخمسة الماضية إلى تدني مستوى ثقافة الاستهلاك الفردي في المملكة، كما أشار بعض الباحثين في هذا المجال إلى زيادة الطلب على المواد الغذائية في شهر رمضان خاصة.. الأمر الذي رفع مؤشر الطلب على المواد الغذائية هذا العام مقارنة بنفس الشهر من العام الماضي بنسبة تصل إلى 70%.. وحول هذا المحور تحدث إبراهيم القصيبي -مورد للمواد الغذائية في المنطقة الشرقية فقال: «هناك زيادة في الاستهلاك خاصة في شهر رمضان عن غيره من الشهور من قِبل الناس، وهذه الزيادة تصل نسبتها إلى 70%، وذلك يعود إلى عدة جوانب، منها التعود على هذا الطبع الاستهلاكي السائد لدينا في المملكة منذ أعوام وليس للتو، إذ يتصور المجتمع أن التقدير لهذا الشهر الفضيل يأتي في شراء أصناف الأطعمة والتلذذ في تناولها»، وبيّن القصيبي أن الاهتمام والإعداد لهذا الطابع جعل الناس يسعون إلى توفير المواد الغذائية بكل أصنافها، وقال: «منهم من يعتقد أن جوع النهار يحتاج إلى تعويض مضاعف في الليل، فيزيد من الغلة التموينية، وقد يكون لأثر الجوع في أول يومين من الصيام فقط، ولهذا نرى من يشتري فوق حاجته وحاجة عائلته»، ويوافق القصيبي هاشم الهاشم -تاجر جملة للمواد الغذائية: «بعض السلع في شهر رمضان ترتفع بنسبة 45% مقارنة بأسعارها في بقية أشهر السنة، وذلك بسبب تزايد الطلب عليها من قِبل المستهلكين، وهذا يجعل التجار يستغلون هذا الشهر في رفع الأسعار وجني أرباح إضافية، وهذا يعود إلى غياب ثقافة الاستهلاك لدى الناس، الأمر الذي أدى إلى زيادة الأسعار في كثير من السلع، رغم أننا نرى الإسراف في تناول الغذاء، الذي يذهب بعضه إلى التكديس أو حتى إلى الرمي في حاويات النفايات، وهذا الأمر محرّم شرعاً، وفي نفس الوقت يسبب إرهاقاً اقتصادياً لميزانية الأسرة، التي قد تعاني من حالة التقشف لعدة شهور». من جانبه، قال المحلل الاقتصادي فضل البوعينين: «لا شك أن ثقافة الاستهلاك في شهر رمضان خاصة مؤثرة في اقتصاد الفرد وفي الأسرة والمجتمع طيلة أيام السنة، لأن التغيير في العادات الغذائية الذي يطرأ خلال هذا الشهر أدّى إلى الإسراف الكبير في الاستهلاك، وهذا يؤثر سلباً على الإنفاق العام في المملكة». وأشار البوعينين في حديثه إلى أن الإنفاق على المواد الغذائية في شهر رمضان المبارك يصل إلى حوالي 50% من المخصصات الشرائية بالنسبة للفرد، وقال: «تذهب هذه الأموال للمصروفات الاستهلاكية الغذائية، بحيث أصبح شهر رمضان بالنسبة لكثير من الناس شهر الأكل والتبذير بدلاً من أن يكون شهر عبادة»، وفي نفس الجانب أظهر التقرير السنوي لمصلحة الجمارك العامة لعام 2013م أن قيمة الواردات من البضائع الغذائية من ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام بلغت حوالي 132 مليار ريال، بارتفاع قدره 7% عن عام 2012 م، كما بلغت واردات جمرك ميناء الجبيل من المواد الغذائية حوالي 90,6 مليار ريال بنسبة مقدارها 14,4%.