أكد اقتصاديون أن من ضمن الأسباب في ارتفاع الأسعار في شهر رمضان هو ما تشهده الأسواق من حملة "شراء عشوائي" إثر إقبال الأسر على شراء الكثير من المواد الاستهلاكية والمنتجات غير الضرورية، مرجعين ذلك لقلة الوعي الشرائي وعدم التخطيط المالي المسبق قبل التسوق، وعدم موازنة احتياجات الأسرة والدخل. متوقعين ارتفاع وتيرة الصرف خلال الشهرين المقبلين بسبب تتابع المواسم، بدءا برمضان والعيد ثم بداية العام الدراسي الجديد. وقال المحلل الاقتصادي فضل البوعينين "إن هناك شرها استهلاكيا، وعدم وضع أولويات للشراء، فلذلك نجد الأسرة تشتري ما لا تحتاج، وفي بعض الأحيان تنسى أن تشتري ما تحتاجه، ثم تعود لشرائه، فلا تجد ما تنفقه على احتياجاتها الأساسية". وأضاف "في شهر رمضان يفترض أن يقل الاستهلاك الغذائي، لكن في السعودية العكس يزيد الاستهلاك في المواد الغذائية، على الرغم من أن هذا الاستهلاك ليس استهلاكاً حقيقياً، إنما هو إسراف أكثر من أنه حاجة، لذلك نجد الفاقد من الغذاء يناهز 50% مما تسرفه هذه الأسر". وأكد البوعينين أن مشكلة الإسراف بالغذاء لا يتضرر منها المشتري فحسب، إنما يتضرر منها المجتمع أيضاً، لأن المستهلك تسبب بزيادة الطلب على السلع؛ وبذلك تسبب في ارتفاعها ونفادها من السوق أيضاً، وهذا يؤثر على ميزان العرض ويؤثر تأثيراً كبيراً على ارتفاع الأسعار. وأكد المستشار الاقتصادي الدكتور زيد الرماني أن المواطنين يستهلكون راتب شهر رجب في نفقات ما قبل شهر رمضان، وأما مرتبات شهر شعبان ف60% منها سيكون لمصلحة السلع الاستهلاكية لشهر رمضان. وأشار الرماني إلى أن غالبية الأسر السعودية تفتقد مفاهيم الثقافة الاستهلاكية المتزنة، حيث إنها لا تعترف بسلم الأولويات في تحديد حصص الإنفاق، ولا تستغل العروض الترويجية التي بدأت بعض المتاجر الكبرى في طرحها قبل شهر رمضان.