فشل البرلمان اللبناني أمس للمرة التاسعة في انتخاب رئيس جديد للبلاد خلفاً للرئيس ميشال سليمان الذي انتهت مدة ولايته في الرابع والعشرين من مايو الماضي. وأدت الحرب الأهلية في سوريا إلى تفاقم الانقسامات السياسية وتعقيد مسألة التوافق على رئيس جديد. وأرجأ رئيس البرلمان نبيه بري، جلسة انتخاب رئيس جديد إلى 12 أغسطس بسبب عدم اكتمال نصاب الثلثين لعدد النواب الحاضرين في الجلسة حتى يتسنى التصويت على رئيس جديد. وقالت النائبة ستريدا جعجع زوجة المرشح المسيحي سمير جعجع، للصحفيين في مجلس النواب «إنها الجلسة التاسعة التي يحضرها 65 نائباً… لقد انتظرنا جلسة، جلستين، 3 جلسات و4 و5 و6 و7 و8 جلسات وصولاً إلى التاسعة اليوم… نعم لقد مضى شهران تقريباً على الشغور الرئاسي وما زلنا ننتظر». ورأت أن «السبب هو أن هناك فريقاً من النواب لا يحترم إرادة الشعب اللبناني الذي انتخبه والدستور الذي بموجبه تم انتخاب هذا الفريق الذي يعطل الاستحقاق الرئاسي، وكأن المسألة ترتبط بحسابات سياسية خاصة وضيقة ولا علاقة لها بالمصلحة الوطنية العليا ومصالح جميع اللبنانيين». وقاطعت الجماعات السياسية جلسات الانتخاب السابقة واتهم كل منها الآخر بالوصول إلى طريق مسدود. ووفقاً للنظام السياسي في لبنان فإن السلطة تتوزع بين الطوائف الدينية المختلفة، وأسندت رئاسة الجمهورية إلى الطائفة المارونية المسيحية، ورئاسة البرلمان إلى مسلم شيعي. وتولت حكومة رئيس الوزراء السني تمام سلام صلاحيات الرئاسة ريثما يتم اختيار رئيس جديد للبلاد. وكان وزير الداخلية نهاد المشنوق، قد توقع في وقت سابق هذا الشهر أن تمتد العملية الانتخابية إلى 6 أشهر على الأقل، قائلاً «انتخابات رئاسة الجمهورية هي قرار إقليمي ودور غير متوفر حتى الآن، ولن يكون متوفراً في المدى القريب. هي ليست مسألة محلية على الإطلاق».