قلصت رتابة الدعوات المتكررة الى جلسة عامة للبرلمان اللبناني لانتخاب رئيس جديد للجمهورية، عدد النواب الوافدين الى ساحة النجمة، لعلمهم المسبق بأن الجلسة التاسعة التي كانت مقررة امس ستلتحق بسابقاتها، إذ حضر الى البرلمان 58 نائباً، من كتل مختلفة بينهم نواب من «التيار الوطني الحر». لكن عدد الذين دخلوا الى القاعة وصل الى 49 نائباً، فيما المطلوب لاكتمال النصاب ثلثا أعضاء المجلس، أي 86 نائباً. وضرب رئيس المجلس النيابي نبيه بري، الذي لازم مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، موعداً لجلسة جديدة عاشرة في 12 آب (أغسطس) المقبل. وتحولت الجلسة مرة أخرى منبراً للهجوم على مبادرة رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» ميشال عون الذي دعا إلى انتخاب الرئيس مباشرة من الشعب. إضافة إلى تحويل عدد من النواب مؤتمراتهم الصحافية الى التضامن مع غزة ومسيحيي الموصل. كما دعا بري النواب الى جلسة عامة تعقد الثانية عشرة والنصف ظهر بعد غد السبت «تضامناً مع غزة البطلة ضد الإرهاب الإسرائيلي ومع مسيحيي الموصل وجوارها ضد الإرهاب التكفيري». وأشارت مصادر نيابية الى وجود خشية لدى 8 آذار والتيار العوني من تجاوز حضور عدد النواب المتضامنين ال86 نائباً، واستغلال احد النواب اكتمال النصاب لطلب دعوة المجلس إلى انتخاب رئيس للجمهورية ما دام النصاب القانوني متوافراً. الجلسة التاسعة رافقتها مواقف من الاستحقاق الرئاسي. ورأى النائب روبيرغانم أن «موضوع انتخاب رئيس الجمهورية من الشعب مباشرة على مرحلة أو على مرحلتين ليس مجرد فكرة تطبيقية في سياق الأداء الديموقراطي بالنسبة الى بلد مثل لبنان بل هو انقلاب شامل وتغيير جذري يقضي على مبرر وجوده، كما يمس كيانه وقابليته للحياة والاستمرارية». وقالت النائب ستريدا جعجع: «أتينا محترمين وكالة اللبنانيين وانتظرنا جلسة وجلستين، وصولاً إلى اليوم، ومضى شهران على الشغور وما زلنا ننتظر، والسبب أن هناك فريقاً من النواب لا يحترم الشعب اللبناني والدستور الذي انتخب بموجبه ويعطل الاستحقاق لأسباب خاصة». وشددت على أن «الاستحقاقَ الرئاسي جوهري ومِفصلي بالنسبة الى الدولة على الصعُد الوطنية والدستورية والميثاقية، لأن رئيسَ الجمهورية هو رأسُ الدولة، ولأن وجوده مهمّ معنوياً للمسيحيين وبالتالي لجميع اللبنانيين». وحملت الفريق المسيحي في لبنان «مسؤولية المخاطر المترتبة على عرقلة الاستحقاق الرئاسي، وبدلاً من أن ننتخبَ رئيساً في هذه المرحلة الحساسة للحفاظ على أبرزِ وآخرِ معقل يجسد العيش المشترك الحقيقي في منطقة الشرق الأوسط، يتولّى هذا الفريق الذي يرفعُ شعار الدفاع عن حقوق المسيحييّن، نسفَ هذا الاستحقاق، لأن لا حظّ له في الوصول إلى الرئاسة». واستنكرت ما يجري في العراق، وتحديداً لمسيحيي الموصل، معتبرة أنه «أمر مخز ولا يَليق بالإنسانية، وهو لا يعكس في أي حالٍ حقيقةَ الدينِ الإسلامي». وأعلنت «التضامن مع شعب غزة حيال ما يتعرض له من قصف عشوائي وتنكيل». وقال عضو «القوات» النائب أنطوان زهرا: «للأسف، وصلنا في لبنان الى مرحلة تشبه بشاعات الشرق الأوسط، ويمكننا المقارنة من مبدأ أنه «ما حدا أحسن من حدا»، فكما أن لليهود دولتهم العنصرية وللولي الفقيه دولته الإسلامية، وهناك اليوم خلافة ودعوة الى المبايعة التكفيرية السنية ورفض الآخر، هناك في لبنان من يدعي تمثيل المسيحيين ويمنع إجراء انتخابات رئاسية ويدعو الى التجديد للمجلس النيابي مرة تلو الأخرى حتى موافقة المجلس على مبايعته تمثلاً بالآخرين. فكروا في هذا وشكراً». الى ذلك، قال عضو كتلة «المستقبل» النائب أحمد فتفت: «بعد أن بادر نواب قوى 14 آذار الى الدعوة للقاء نيابي تضامني مع مسيحيي العراق وسورية (اليوم في المجلس النيابي) جاءت دعوة الرئيس نبيه بري الى جلسة عامة تضامنية مع غزة ومسيحيي العراق وسورية. وعلى أثر هذه الدعوة المشكورة اتصل الرئيس بري متمنياً على قوى 14 آذار الاكتفاء بالجلسة المذكورة. وتفادياً لأي تفسير مغلوط، قررت قوى 14 آذار إلغاء اللقاء والمشاركة في الجلسة العامة السبت، كتعبير جامع عن موقف اللبنانيين كافة في هذه القضية».