سداد الحسيني أرجع محللان نفطيان طول مدة العقد الذي أبرمته أمس شركة أرامكو السعودية مع شركة إس – أويل الكورية، بتزويدها بالنفط الخام لمدة عشرين عاما إلى عوامل سياسية، في ظل الغموض الذي يلف الواردات الإيرانية من النفط بعد الحظر المتوقع عليه من قبل المجتمع الدولي. وقال المحللان إن الاتفاقية التي وقعت بين أرامكو وشركة اس- أويل الكورية تصب في مصلحة البلدين، مشيرين إلى إن الهدف من هذه الاتفاقية هو تأمين الأسواق بالنفط الخام على المدى البعيد، وأضافا أن المدة التي اشتملت عليها الاتفاقية تعد طويلة جدا وجديدة في الأسواق النفطية، لكنها ليست مستنكرة، إذ إن كوريا الجنوبية ومن خلال زيارة الرئيس الكوري للمملكة تسعى إلى تأمين احتياجاتها من النفط كبديل عن الإمدادات النفطية الإيرانية المعرضة للعقوبات. وأضاف المحللان في حديثهما ل”الشرق” أن مثل هذه الاتفاقيات مستغربة في أسواق النفط ، لكن الأجواء السياسية لعبت دورا كبيرا في هذا الموضوع بعيدا عن الأسباب الاقتصادية من خلال الحظر المفروض على النفط الإيراني. ويرى الخبير في السياسات النفطية الدكتور راشد أبانمي، أن مثل هذه الاتفاقيات مستغربة في أسواق النفط ولكنها ليست مستنكرة لأنه من مصلحة كوريا وعلى المدى البعيد خاصة مع السعودية، وحاجتها إلى إمدادات آمنة، سيما مع قرب كوريا من الخزن الاستراتيجي للمملكة في أوكيناوا اليابانية، بالإضافة إلى أن المملكة هي المؤهلة لسد احتياجات الدول بالنفط عالميا، مبينا بأن النسب العالية التي تحصل عليها كوريا من الواردات النفطية تجعلها تتجه إلى توقيع مثل هذه الاتفاقيات. وقال أبانمي: الشراكة بين أرامكو وأس- أويل لم تعهد توقيع مثل هذه الاتفاقيات من قبل وبعقود طويلة الأجل، والتي لم تحدد فيها الكميات أو السعر، لأن ذلك يخضع لتقلبات أسعار البترول عالميا، مشيرا إلى أن زيارة الرئيس الكوري شخصيا للمملكة دليل على قبول كوريا مثل هذه الاتفاقيات. ويرى الرئيس السابق للتنقيب في شركة أرامكو السعودية سداد الحسيني إن أي عقد من هذا النوع يصب في مصلحة المملكة وكوريا، كونه يؤمن الإمدادات النفطية لشركة أس – أويل لمدة عشرين عام، وكذلك يمثل صفقة جيدة للمملكة، معتبرا أن الهدف من هذه الاتفاقية في الدرجة الأولى هو تأمين أسواق عالمية للنفط السعودي. وقال الحسيني، إن عقد مثل هذه الاتفاقيات بعقود طويلة الأجل ليست معتادة في النفط باستثناء الغاز، مؤكدا أن عقد مثل هذه الاتفاقيات يعود لقرارات سياسية ليس لها علاقة بالأوضاع الاقتصادية، لافتا إلى إن البلدين سيستفيدان بشكل كبير من هذه الاتفاقية، ملمحا إلى عقد صفقات أخرى مشابهة في مثل هذه المدة في حال تأزم الأوضاع السياسية في العالم. وكانت شركة اس-أويل الكورية الجنوبية لتكرير النفط قد قالت أمس الخميس، إنها وقعت عقدا طويل الأجل مع شركة أرامكو السعودية لتزويدها بالنفط الخام لمدة عشرين عاما. ويأتي هذا العقد في حين تسعى كوريا الجنوبية صاحبة رابع أكبر اقتصاد في آسيا جاهدة لمواجهة انقطاع محتمل للإمدادات القادمة من إيران بسبب تشديد العقوبات الأمريكية على طهران. وقالت شركة التكرير في بيان إن عقد التوريد الطويل الأجل يعد تطورا “غير مألوف إلى حد كبير” في سوق يسود فيها إبرام عقود توريد لمدة عام واحد، وإنه سيتيح لشركة إس-أويل “تدبير كل كمية الخام اللازم لإدارة عملياتها التكريرية خلال العشرين عاما المقبلة.”