هناك أزمة ثقة بين الجمعيات الخيرية والمستفيدين والمتبرعين والمتطوعين وغيرهم من فئات الوطن، لن يصعب على المتابع لوسائل التواصل الاجتماعي ملاحظة هذه الأزمة. فقد انتشرت المناشدات الإنسانية بشكل كبير منذ شهور لحالات، منها من يطلب المال ومنها من يطلب العلاج، وخلافه من مقومات الحياة. وتطوع مغردون في تويتر بمتابعة حالات إنسانية، وطلب التبرع لهم. انتشرت هذه الظاهرة حتى يكاد المتابع يتساءل إذا كان هناك فعلا جمعيات خيرية في البلد. لو كانت هناك جمعيات خيرية «فعالة» لما تجرأ السائلون على المناشدة علنا، ولما تردّد الناس في إحالة الحالات الإنسانية لها وهم واثقون من حسن رعايتها. هذه الأزمة سببها الرئيس الجمعيات أنفسها، ولو خرج ألف متحدث إعلامي ينفي القصور عنها لن يغير ذلك من الحقيقة شيئا. عليها مراجعة عملها من أجل الله ثم الوطن الذي تُشوه سمعته مع كل مناشدة إنسانية في بلد أغناه الله بموارده. أول إجراء لاستعادة الثقة هي الشفافية في إظهار الميزانيات ربع السنوية التي توضح كل مصارف الإنفاق، وتحسين التواصل مع المتبرعين، والبحث لا انتظار المحتاجين، والوصول إلى كل أطياف المجتمع عبر كل وسائل الإعلام والتواصل.