كشفت دراسة لنيل الماجستير أعدت الباحثة في المتاحف أمل المنيع بعنوان «تقويم الأداء المتحفي للمتاحف الإقليمية في المملكة العربية السعودية متحف نجران – دراسة حالة» إن مباني المتاحف الإقليمية بمناطق المملكة، لم تبن أساساً لتكون متحفاً، بل كانت مراكز للأبحاث، وأنه لا توجد إحصاءات دقيقة حول معدلات الزيارة، ويلاحظ بشكل عام أنها منخفضة نسبياً. وبينت الباحثة عدم الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة في ترتيب مخازن المتاحف الإقليمية، وكذا تكدس المعثورات الناتجة عن بعثات التنقيب. إضافة لافتقار المتاحف الإقليمية إلى مترجمين متخصصين، مشيرة إلى أن الجمود يغلب على العروض المتحفية، وينبغي تجديد العروض ومواكبتها لتطور وتغير الأحداث. الباحثة أمل قدمت عددا من التوصيات في بحثها، ومنها إقامة المتاحف الإقليمية على أسس علمية تحقق نظماً للعرض المتحفي الجيد، والاهتمام بصيانة المتاحف الإقليمية المقامة حالياً، وإعادة تنظيمها وترتيبها وفقاً لقواعد العرض الحديثة. وضرورة إدخال التقنيات الحديثة في نظم العرض المتحفي وتوثيق جميع المقتنيات. وطالبت بالاستفادة من خبرات المتاحف عالمياً في طرق التطوير وجذب الزوار من أجل نشر الثقافة والوعي، وتقوية العلاقة بين المتحف والمجتمع. مع ضرورة المشاركة في الفعاليات المخصصة لليوم العالمي للمتاحف الموافق 18 مايو. ولفتت في توصياتها إلى أهمية ابتعاث أو تبادل عينة من الموظفين للمتاحف العالمية لفترة قصيرة معينة، من أجل دمج الخبرات وتطوير مستوى الأداء، وفي نفس الوقت حافز للموظف المثالي. وشددت على الاستفادة من المطارات كموقع إستراتيجي خصب للترويج والتسويق لزيارة المتاحف، وإقامة متاحف مصغرة (قاعة) في كل مطار، وتزويدها بكل ما تحتاجه من عينات سواء أصلية أو مستنسخة وموظفين بمثابة مرشدين سياحيين لها. وبينت الباحثة المنيع أنّ أهداف هذه الدراسة عديدة ومنها: التعرف على الأدوار التي يمكن أن يقوم بها المتحف لخدمة المجتمع، وتوظيف التقنيات الحديثة في إدارة المتحف وعرض المواد المتحفية، قياس مدى معرفة الزوار بالرسائل والمعاني العلمية والثقافية التي تقدمها معروضات المتحف، مبينة أن البحث جديد من الدراسات الأولية على مستوى المملكة، وجاء في وقت مناسب تزامناً مع تطور بناء متاحف جديدة وتطوير متاحف سابقة وبحسب إحصائية الهيئة العامة للسياحة والآثار بلغ عدد المتاحف ما يقارب (200) متحف ومجموعة، وتم الترخيص ل(64) متحفاً تقريباً، وهي التي تنطبق عليها الشروط المبدئية المحددة، حيث تسعى الهيئة لزيادة أعداد المتاحف، من أجل تطوير الثقافة المتحفية، وقد بدأت الهيئة العمل في برامج مهمة لإحداث تحول ثقافي في نظرة المجتمع للتراث الوطني، وتعزيز الوعي بقيمته، وعملت على تنفيذ عدد من البرامج الهادفة إلى تطوير المتاحف بكافة أنواعها، سواءً من حيث المباني أو العروض المتحفية، وخزائن العرض ومناسبتها لطبيعة المواد المعروضة، والمطبوعات التي تناسب الزوار بمختلف مستوياتهم العمرية والثقافية، إلى جانب التعريف بتلك المتاحف من خلال أنشطتها الثقافية المختلفة؛ مما سيساهم بتعزيز الحركة السياحية بالمملكة.