كشف المدير العام للمتاحف بالهيئة العامة للسياحة والآثار الدكتور عوض الزهراني، عزم الهيئة إنشاء العديد من المتاحف الإقليمية في مناطق المملكة ليصل عددها إلى (46 متحفا) إضافة لإنشاء متحفين متخصصين للتراث الإسلامي والوطني بجدة ودار للقرآن الكريم بالمدينةالمنورة. ونوه الدكتور الزهراني باهتمام الهيئة بدعم أصحاب المتاحف الخاصة وتخصيص أراض لهم عن طريق وزارة الشؤون البلدية والقروية لتطوير متاحفهم، متوقعا الدعم المادي لهذه المتاحف مستقبلا في حال التزامها بالمواصفات والمقاييس ومعايير الجودة التي تضعها الهيئة العامة للسياحة والآثار. هل لدى هيئة السياحة والآثار توجه لتطوير المتاحف والمواقع التاريخية بالمملكة ؟ بكل تأكيد فالهيئة العامة للسياحة والآثار اهتمت بالمتاحف منذ توليها قطاع الآثار والمتاحف وجاء ضمن اهتماماتها إنشاء وتطوير عدد من المتاحف في مناطق ومحافظات المملكة، كما هيأت بعض القصور لتكون متاحف في المدن التي يوجد بها قصور تاريخية، حيث يبلغ عدد المتاحف الحكومية التابعة للهيئة (29) متحفا وجاري العمل على تجهيز أكثر من (17) متحفا في عدد من المدن وتستقبل هذه المتاحف الزوار طوال أيام الأسبوع وعلى مدار العام على فترتين أحدهما صباحية تبدأ من الساعة 9 - 1 ظهرا، والأخرى مسائية تبدأ من الساعة 4 - 8 مساء، ويوجد بهذه المتاحف موظفين مختصين لاستقبال الزوار وإرشادهم. المتاحف الجديدة ما هي المتاحف الجديدة التي ستقوم الهيئة بإنشائها في مناطق المملكة ؟ لقد بدأت الهيئة العمل على إنشاء خمسة متاحف إقليمية في كل من أبها، والباحة، وحائل، وتبوك، والدمام، وتم الانتهاء من الدراسات والتصاميم الخاصة بهذه المتاحف وترسيتها على مجموعة من المؤسسات الوطنية للتنفيذ وستكون تلك المتاحف معالم حضارية شاهدة على تراث المنطقة لإظهار الزخم الحضاري والمعماري المتميز لها، ويتكون العرض المتحفي لكل متحف من ثماني قاعات الأولى للاستقبال، والثانية تتحدث عن المنطقة وتاريخها الطبيعي، والثالثة عن عصور ما قبل التاريخ وفجره بالمنطقة، أما الرابعة فتتحدث عن عصور ما قبل الإسلام، والقاعة الخامسة للمنطقة خلال الفترة الإسلامية، والسادسة عن العهد الحديث، أما القاعة السابعة فتم تخصيصها لعرض التراث الشعبي، والقاعة الثامنة للعروض الزائرة والمؤقتة، وبجانب إنشاء متاحف جديدة تعمل الهيئة على تطوير المتاحف القائمة، حيث توجد في المملكة ستة متاحف في كل من العلا، وتيماء، ودومة الجندل، ونجران، وصبيا، والهفوف، وهي متشابهة في أحجامها وتصاميمها، وتم إنشاؤها في بداية الثمانينات الميلادية، وقد أصبحت بحالتها الراهنة بحاجة إلى توسعة وتطوير وإحداث إضافات توفر حيزا للبرامج الجديدة وتجعل المتاحف أكثر نشاطا وارتباطا بالعملية التعليمية أما متاحف المحافظات في المباني التراثية والتي تعد عناصر بارزة للتراث العمراني في مواقعها، فإن الهيئة تسعى إلى الاستفادة منها من خلال إعادة تأهيلها وتوظيفها كمتاحف ومراكز حضارية وثقافية متعددة الاستخدام، كما تسعى الهيئة إلى إنشاء متحفين متخصصين، أحدهما متحف للتراث الإسلامي والوطني في جدة يقام في قصر خزام، والثاني دار القرآن الكريم في المدينةالمنورة والذي تقوم عليه وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بالتعاون مع الهيئة العامة للسياحة والآثار وإمارة منطقة المدينةالمنورة، وسيتم إنشاؤه وفق أعلى المعايير العالمية، كذلك تقوم الهيئة حاليا بإنشاء متحف في منطقة القصيم، وآخر في منطقة الحدود الشمالية وتطوير متحف مكةالمكرمة بقصر الزاهر، ومتحف المدينةالمنورة بمحطة سكة الحديد، هذا إلى جانب إعادة تأهيل قصور الملك عبدالعزيز والمباني التاريخية الأخرى، وتوظيفها كمراكز حضارية وثقافية ومتاحف للتعريف بتاريخ المملكة وحضارتها، مع التركيز في العروض على تاريخ المدينة الواقعة بها هذه المراكز والمتاحف والتعريف بموروثها الثقافي، إضافة إلى إبراز البعد العمراني لهذه المباني التاريخية كعناصر مميزة تعكس الهوية العمرانية للمملكة وخصائص العمارة المحلية، وتتضمن مشاريع المتاحف الجاري تنفيذها في إطار هذا البرنامج، متحف الغاط بقصر الإمارة القديم، ومتحف الدوادمي بقصر الملك عبدالعزيز، ومتحف المدنية المنورة بمبنى سكة الحديد، ومتحف وادي الدواسر بقصر الملك عبدالعزيز، ومتحف ضبا بقلعة الملك عبدالعزيز، ومتحف الوجه بقلعة السوق، ومتحف طريق الحج الشامي بقلعة الحجر، ومتحف عنيزة ببيت البسام، ومتحف شقراء ببيت السبيعي، ومتحف المجمعة ببيت الربيع، كما تشمل متحف محافظة القريات بقصر كاف، ومتحف الزلفي ببيت التراث، ومتحف قصر إبراهيم بالهفوف، والعروض المتحفية بالمدرسة الأميرية بالهفوف، وبيت البيعة بالهفوف (بيت الملا). ما الدور الذي تقوم به المتاحف لخدمة السياحة بالمملكة ؟ تعد المتاحف جزءا لا يتجزأ من المنظومة السياحية في المنطقة التي يتواجد فيها، كما أنها رافدا من روافد السياحة، حيث تستقطب السياح من داخل المملكة وخارجها، وتتيح للسائح الاطلاع على جزء من حضارة المنطقة ودورها الحضاري خلال العصور التاريخية وهي تعد مراكز ثقافية أيضا، ويجب أن تقوم بدورها الاجتماعي في خدمة أفراد المجتمع من خلال برامج معينة، حيث يشارك المتحف في المناسبات الوطنية على مستوى المملكة أو على مستوى المنطقة، وكذلك تقام في المتاحف بعض المعارض والفعاليات وورش العمل الثقافية سواء تلك التي ينظمها المتحف أو التي يقوم بتنظيمها جهات أخرى. السياحة المدرسية أطلقت الهيئة بالتعاون مع وزارة التربية خلال الفترة الماضية برنامج السياحة المدرسية فما الهدف من هذا البرنامج ؟ تعمل الهيئة العامة للسياحة والآثار منذ استلامها قطاع الآثار والمتاحف قبل سنة ونصف، على تطوير الثقافة المتحفية، وبرنامج التربية السياحية المدرسية (ابتسم) الذي تتعاون الهيئة في تنفيذه مع وزارة التربية والتعليم يهدف لترسيخ ثقافة السياحة لدى النشء، وتتضمن أنشطته زيارة الطلبة للمتاحف والاستماع إلى شرح من المسؤولين فيها عن أهمية المتاحف ودورها الثقافي والتعليمي. المتاحف الخاصة ما هو الدعم الذي تقدمه الهيئة لأصحاب المتاحف الخاصة ؟ تقدر الهيئة الدور الذي يقوم به أصحاب المتاحف الخاصة ومشاركتهم ضمن المنظومة السياحية في مكان تواجدهم وحفاظهم على التراث الشعبي للمملكة وتقوم الهيئة بتقييم المتاحف الخاصة التي يملكها الأفراد وتدار من قبلهم، والترخيص لها مؤقتا لحين صدور مشروع نظام الآثار والمتاحف الجديد الذي يتضمن تنظيم العمل بهذه المتاحف وضوابط ترخيصها وتقديم الدعم لها، كما تقدم الهيئة بعض الخدمات لهذه المتاحف في الوقت الحاضر، تشمل التعريف بها وتقديم الدعم الفني المتعلق بالعروض المتحفية، وترميم القطع الأثرية المصنفة كتراث وطني، ومتابعة تشغيلها، وتحرص الهيئة العامة للسياحة والآثار على أن يكون مستوى المتاحف الخاصة عاليا، ويتناسب مع معايير الجودة التي تنتهجها الهيئة في كل قطاعاتها، كما نسعى جاهدين إلى تطوير تلك المتاحف من حيث أساليب العروض المتحفية، وخزائن العرض ومناسبتها لطبيعة المواد المعروضة والمطبوعات التي تناسب الزوار بمختلف مستوياتهم العمرية والثقافية، وفي إطار الاهتمام بالمتاحف الخاصة، تم عقد ملتقى لأصحاب المتاحف الخاصة مؤخرا في مركز الملك عبدالعزيز التاريخي في الرياض، وهو اللقاء الذي ستقوم الهيئة العامة للسياحة والآثار بعقده كل عامين، حيث يهدف إلى تبادل الخبرات والتجارب بين أصحاب المتاحف الخاصة، والتعرف عن قرب على توجهات الهيئة تجاه المتاحف الخاصة، وإثراء تجارب أصحاب المتاحف الخاصة فيما يتعلق بالمحافظة على القطع الأثرية والتراثية وأساليب عرضها المثلى، إضافة إلى التعرف على أفكار أصحاب المتاحف الخاصة، وإبراز أهمية متاحفهم ودورها في بث الوعي بأهمية التراث في السياحة الثقافية، كما تدعم الهيئة المتاحف الخاصة بما ينسجم مع معايير جودة الأداء حسب المعايير التي وضعتها الهيئة ضمن تصنيف الفئات المعروفة ب «متحف سعودي»، وبالتالي ستكون مؤهله لتلقي الدعم الذي تقدمة الهيئة، سواء الدعم الفني وربما المادي في المستقبل، على أن تلتزم المتاحف بدرجة معينة من المواصفات والمقاييس وستساعد العلاقة بين الهيئة والمتاحف الخاصة على جودة العرض ونوعيتها، وتحسين الأداء، وتحقيق السلامة والأمن للمتاحف ومرتاديها، مما يجعلها مهيأة للزوار والتسويق السياحي. كم يبلغ عدد المتاحف الخاصة في المملكة وكم المرخص منها ؟ يبلغ عدد المتاحف الخاصة والمجموعات في المملكة ما يقارب (200) متحف ومجموعة، وتم الترخيص ل(132) متحفا تقريبا، وهي المتاحف التي تنطبق عليها الشروط المبدئية التي حددتها الهيئة. يطالب الكثير من أصحاب المتاحف الخاصة بمنحهم أراض لبناء متاحف تمكنهم من عرض وحفظ آثارهم فهل سيتحقق لهم ذلك ؟ تسعى الهيئة العامة للسياحة والآثار بالتعاون مع شركائها إلى دعم المتاحف الخاصة وقد صدر تعميم صاحب السمو الملكي وزير الشؤون البلدية والقروية إلى جميع الأمانات بالمملكة لتخصيص أراض مناسبة لتلك المتاحف ويجري الآن تسليم تلك الأراضي في بعض المناطق ويتم استكمال الإجراءات في مناطق أخرى.