لقد أُبتُلي مجتمعنا العربي بثلة تمثل نفسها، تتبنى أفكاراً وطروحات تتصدع من هولها الجبال، حيث جعلت المقاومة الفلسطينية مرمى لألسنتهم المسمومة، يقولون فيها مايقال عن كفار قريش وأهل الطائف، عندما ضيقوا على رسول الأمة وحاصروه وأدموا قدميه. إنّ دفاع شعب فلسطين عن حق من حقوقهم ليس فيه ما يقول هؤلاء هو دفاع مشروع كفله لهم العالم بأسره، إلا الصهاينة ومن حالفهم، فقد اعتبروه كفاحاً إرهابياً. وهؤلاء يسيرون على نفس التوجه الذي انتهجه الصهاينة، يتحججون تارة باستفزاز إسرائيل وتارة بقتل الأبرياء وتارة بعدم التكافؤ بين القوتين، وهل كانت إسرائيل عادلة في حربها؟! وتعاملها؟! بل ووجودها في الكلية في فلسطين؟!! حتى يستفزها هؤلاء، بل إنها استفزت العرب قاطبة دون استثناء، وضربت بمخاطباتهم عرض الحائط دون أن تعير أحدأ أي أهمية، وعَرَضَ عليهم العرب تنازلات أقرب إلى الاستسلام، ومع ذلك كانت تستفز العرب برفضها وعنجهيتها. لماذا تستفزنا بعد كل هذا؟!! حتى نرضخ لها ونذعن. وهل وصلنا إلى أن نكون أبقاراً في زريبة تخرجنا منها إسرائيل متى ما أرادت وتدخلنا متى ما رأت ذلك. أما التكافؤ الذي يتحججون به فقد كانت الثورات المنتصرة تستمد قوتها من العزيمة والغاية والهدف أما التكافؤ فهو وسيلة قد تنجح وقد تخفق وهل كانت الثورات منذ خلقت الدنيا ترصع بالنجوم والمديح والثناء لولا عدم التكافؤ؟ ولك في حروب الإسلام منذ عهد الرسول وفتوحات الخلفاء من بعده والدول التي تلت مروراً بالحملات الصليبية والثورات الأخيرة في شتى أنحاء العالم فقد كانت تقوم على ضعف في العدة والعتاد ومع ذلك فقد حققت انتصارات مذهلة. أين يصد هؤلاء المتصهينون عن ذلك؟ أم ربطوه بعداوات بغيضة، أعمت القلوب قبل الأبصار.