قال مسؤول أمني كردي كبير في مقابلة إن الدول الغربية ستقاتل المتشددين المسلحين الذين اجتاحوا مساحات كبيرة في العراق على أعتابها في نهاية المطاف ما لم تتدخل للتصدي لهذا الخطر في المنبع. وأضاف مسرور البرزاني مستشار مجلس الأمن الوطني في إقليم كردستان أنه يشك في قدرة الجيش العراقي على دحر ما حققه المتشددون من مكاسب دون مساعدة من الخارج وأن العالم غير جاد على ما يبدو في مواجهة التشدد. واختفت قوات الجيش العراقي التي تلقت التدريب والمعدات من الولاياتالمتحدة بتكلفة نحو 25 مليار دولار إلى حد كبير في الشمال بعد سيطرة مقاتلي تنظيم «داعش» على مدينة الموصل الشهر الماضي. وقال البرزاني إن إقليم كردستان الذي نجح حتى الآن في تحصين نفسه في مواجهة العنف في باقي العراق وسوريا المجاورة هو «خط لمواجهة مع الإرهاب» في الشرق الأوسط وإن تقاعس الدول الغربية سيعرضها للخطر. وأضاف «لديهم خيار: إما أن يأتوا (الغرب) ويواجهونهم هنا أو ينتظروا عودتهم إلى بلادهم ليواجهوا الإرهاب على أعتابهم.» ويشترك الأكراد الذين شكلوا قوات مسلحة خاصة بهم تعرف باسم البشمركة في حدود إقليم كردستان كلها باستثناء 15 كيلومترا مع المتشددين الذين أعلنوا قيام دولة خلافة إسلامية في العراق وسوريا. وقال البرزاني «تمتلك الدولة الإسلامية الآن كثيرا من المعدات العسكرية الحديثة ولقتالهم أعتقد أنه يجب أن يكون لدى البشمركة معدات أفضل بكثير منهم. وفي مدينة الموصل فر معظم السكان المسيحيين ولم يكد يبقى منهم أحد لينتهي وجودهم الذي استمر على مدى ما يقرب من 2000 عام، وذلك بعد أن حدد لهم الإسلاميون المتشددون مهلة انتهت ظهر يوم السبت للخضوع للحكم الإسلامي أو الرحيل. وأدى الإنذار الذي وجهته «داعش» إلى خروج بضع مئات من المسيحيين كانوا بقوا عندما اجتاح مقاتلو الدولة الإسلامية مدينة الموصل قبل نحو شهر وهددوا المسيحيين وأفراد طوائف دينية أخرى. وهذا الأسبوع منح تنظيم الدولة الإسلامية من بقي من المسيحيين فرصة الاختيار إما باعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو مواجهة حد السيف. كما أدى استيلاء المتشددين على الموصل إلى إبعاد أقليات عرقية ودينية أخرى مثل الشبك والشيعة التركمانية واليزيدية. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش يوم السبت إن المتشددين قتلوا بعض أفراد جماعات الأقلية وخطفوا البعض وهددوا آخرين في الموصل وحولها في الأسابيع الأخيرة.