العزاب في شهر رمضان مواقفهم كثيرة وتبقى عالقة في ذاكرتهم على الدوام، بعضها طريف وبعضها مزعج.. ودائماً هذا الموقف يكون قبل الإفطار بساعة أو دقائق معدودة من وجبة الإفطار. العزاب يعشقون من يوجه إليهم الدعوات للإفطار من قِبل أصحابهم المتزوجين أو من كان أهله هنا، لما في ذلك من تعدد في الأصناف ونضجها وكذلك نظافتها. ويختلف العزاب حول سبل توفير الإفطار، فبين مؤيد لوجبات المطاعم نجد أن هناك من يرى أن الطبخ أفضل من المطاعم. ويشير محمد الرشيد وهو شاب أعزب في منتصف العقد الثاني من عمره، ويسكن مع مجموعة من زملائه في إحدى شقق العزاب بالجبيل البلد إلى أن برنامجهم في رمضان يبدأ بعد صلاة العصر، ويكون أحدهم مسؤولاً عن إعداد القهوة والعصير، والآخر متخصصاً في الشوربة والسمبوسة، وهو يكون متخصصاً في المكرونة الذي يتقنها. حيث إن الفطور في رمضان هو ما يجمعهم على المائدة ويجعل روح الأخوه تزيد بينهم. ووجه خالد الحازمي اللوم إلى عدد من العزاب على من يعتمد على المطاعم ولا يحاول جاهداً أن يقوم بالطبخ، وبالأخص أن الأكلات الرمضانية متنوعة وسهل عملها في أغلب الأحوال. وذكر حمد الحصان -يعمل في إحدى الشركات- إن خروجه هو وزملائه مرهقين من العمل سبب رئيس يدفعهم إلى عدم الاعتماد على الطبخ، وقال: لا يتبقى وقت كثير كي نجهز الإفطار، لذا فنحن نعتمد على إحدى الطباخات التي تم التعاقد معها قبل شهر، لتجهيز الإفطار يومياً لنا. مؤكداً أن هذه العادة تبنيناها منذ سنتين، مشيراً إلى أنها حل لا بد منه. واستبعد مازن الخالد وجود عزاب يقومون بمهام الطبخ حالياً، خاصة في ظل توفر المطاعم المتناثرة وتنوع الأكل فيها. وقال: نحن لسنا مضطرين للطبخ في ظل مثل هذه الأجواء، فكل شيء متوفر في المطاعم ولله الحمد. أما أحمد الأحمد، فيروي موقفاً يقول إنه لن ينساه طوال حياته: ذات يوم أدركني أذان المغرب وأنا في طريقي إلى الشقة، ولم أجد حلاً سوى التوقف في أحد المخيمات بمسجد قريب مني، لأفاجأ بنظرات حادة واستغراب من قِبل المقيمين تلاحقني وترمقني في كل لقمة أتناولها، وكأنهم يستنكرون هذا الحضور غير المألوف من سعودي بينهم. وقال: بسبب هذا الموقف قررت أن أتناول إفطاري في المطعم، رغم أن هذه المخيمات وُضعت للجميع.