تفرض الحياة وظروف العمل على البعض العيش بعيدا عن أهله لفترة من الزمن كعازب، وهو واقع شديد الوطأة على الإنسان، ولكن الأمر يزداد صعوبة إذا جاء شهر رمضان، حيث يفتقد المرء خلاله كل مظاهر رمضان والأجواء المنزلية، وما يعنينا هو جانب الوجبات الرمضانية، والخصوصية التي يتمتع بها الشهر الكريم، بتنوع أكلاته وتميزها عن باقي الشهور، مقابل ذلك استطاع بعض العزاب تجاوز ذلك قليلا، عبر التعامل مع ربات بيوت يعملن على تجهيز وجبات رمضانية بمقابل مادي، تكون خيارا مفضلا على ما يتوفر في الأسواق لهم، وهي ظاهرة آخذة بالازدياد في السنوات الأخيرة. يتحدث منير البقمي وهو أحد العزاب، حيث يعمل في الخبر، فيما يعيش أهله في المنطقة الشمالية، قائلا: إن تعايش شهر رمضان بعيدا عن أهلك، فهو أمر بالغ الصعوبة ولا يمكن القبول به إلا على مضض، لا يتعلق الأمر بالأكل والشرب، إنها أمور تختص بالرغبة في الأجواء التي نفتقدها هنا، ولكنه العمل، ورغم ذلك نجد في ظاهرة طبخ المنازل عزاءنا الوحيد، إنها ظاهرة محمودة، فنجد فيها جميع الأصناف التي نريد، كما أن الأسعار مناسبة إلى حد ما. ويتفق عبدالله الشهري مع رأي البقمي، حيث يعتبر أن الوجبات المنزلية حل مثالي للعزاب، قبل أن يضيف قائلا: نجد في الوجبات الحل المثالي، بدلا من الذهاب للمطاعم، أو الاعتماد على أنفسنا في الطبخ، والآن أنا وزملائي اتفقنا مع إحدى ربات البيوت، والتي تعد لنا يوميا الوجبات حسب الطلب طوال الشهر الفضيل، إنها أفضل من اللجوء لمخيمات إفطار الصائمين "يقولها ضاحكا". من جهتها تؤكد أم نورة، وهي سيدة تبيع الكثير من وجبات رمضان التي تعدها في رمضان، إنها توفر أطباقا يومية من وجبات الإفطار المتعددة، بتكلفة ما بين 8-10 ريالات للوجبة، وتعتمد على إنتاج الأرز مع ربع دجاج أو مكرونة ومرق "شوربة "، وفطائر المعجنات ولقيمات وحلى متعدد، ويتغير الطبق الرئيسي يوميا حيث يختلف من حين إلى آخر (لحم – دجاج – سمك – رز – مكرونة بأنواعها – أنواع الشوربة – السمبوسة بأنواعها – المعجنات وغيرها) وتؤكد بأنها تعمل على توفير أكثر من 100 وجبة يومية لجمعية خيرية طوال شهر رمضان. أم رائد.. وهي منافسة لسابقتها في الطبخ، وبيع الوجبات الرمضانية، تقول: أجهز الوجبات الرمضانية حسب الطلب، بشرط ألا يقل العدد عن 8 أشخاص، وأن يتم الموعد مسبقا، حيث أعد الكثير من الأطباق المختلفة مثل المرقوق – جريش – قرصان – رز – برياني – سليق - مصقعة – كشري – قبوط محشي – دولمة – فيليه سمك – مكرونه متعددة – شربة عدس – شعيرية بلاليط) وأنواع من الحلى، وتضيف بأن عملها لا يتوقف على رمضان فهي تقدم وجباتها في المناسبات بأنواعها.