لا لم أعد أتفهم أبداً هذا الكم “العرمرم” من العري في كليباتنا العربية، ولم أعد أستوعب هذه الكمية من العنف النفسي الذي يمارس علينا في شريط أغنية مصورة! هذه السيقان النحيلة التي يفترض أنها ترقص، لا أفهم لغتها، وهي تنتفض، وتتلوى، وتنحني، كأنها ممغوصة، وتقوم بحركات لا معنى لها، بعيدة تماماً عن موسيقى الأغنية. على سبيل المثال لا الحصر هل يحتاج وائل جسار إلى راقصة سيئة على المسرح ليكون مقبولاً لدى جمهوره؟ إن صوته من أفخر الأصوات العربية، وأداءه الطربي الرفيع يزكيه إلى مسامعنا وقلوبنا دون رؤية مشهد ناشز لصبيتين كل واحدة منهما “لابسة من غير هدوم” و” تتألمان” بحركات غريبة في زاوية المسرح؟ لماذا تبالغ مطربة في تحويل جسدها إلى جسر نحو جمهورها، خاصة حين يكون صوتها جميلاً؟ ومن أقنعها وأقنع هذا الكم الهائل من مطرباتنا أنهنّ يجب أن يكنّ راقصات ليغنين؟ ومن أقنع مطربينا أن أصواتهم لا شيء إن لم تقف قربهم متعرية تتلوى وتتوجع؟ لقد أخفق صناع “الفيديو كليب” إخفاقاً مميتاً في العالم العربي؛ لأنهم حوّلوا الأغنية إلى بضاعة رديئة تروّج لها مجموعة بنات شبه عاريات لتباع، ليصبح “الفيديو كليب” عندنا مجرد شريط إعلاني لبضاعة كاسدة في الأساس. وأصبح كل من “هب ودب” بإمكانه أن يصنع “كليب” ويسوقه، كل ما يلزمه كاميرا وعشر بنات سخيفات ومطرب غير واثق في صوته تماماً.