قال الرئيس العام لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، الشيخ الدكتور عبداللطيف بن عبدالعزيز آل الشيخ، إن إلغاء وحدة العمليات والدوريات الميدانية لا يعني إلغاء العمل الميداني، مؤكداً أن الحاجة إلى الوحدة تعد قائمة وفقاً لدراسات تم إجراؤها. وأوضح الدكتور عبداللطيف آل الشيخ، خلال لقائه أمس الأول رؤساء وأعضاء مراكز الهيئة في المدينةالمنورة وينبع، أن في مدينة الرياض 44 مركزاً للهيئة إضافةً إلى وحدة العمليات والدوريات الميدانية. وتابع قائلاً «لكل مركز من هذه المراكز ال 44 حيز معين يعمل في حدوده وفقاً للتنظيمات المبلغة، ووحدة الدوريات وُضِعَت تحت التجربة والتقييم لفترة معينة، ومن ثمَّ تقاس الجدوى والفائدة منها، لذا رأينا أن جميع المراكز تؤدي أدوارها كل في منطقته، وبالتالي لم تعد الحاجة قائمة لوحدة الدوريات، وتم توزيع جميع أعضائها والسيارات التابعة لها على بقية المراكز لدعم العمل الميداني فيها». في سياقٍ متصل، دعا الدكتور عبداللطيف آل الشيخ الأعضاء إلى «الدعوة بالتي هي أحسن»، والتعامل مع الناس ب «حكمة ولين وصبرة وأناة»، وتطبيق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وفق هدي الكتاب والسنة، وبما يحقق تطلعات ولاة الأمر ويخدم المواطنين والزوار. كما طالب ببذل الجهود في إعانة الناس على الخير ودلالتهم عليه وتحذيرهم من الشر، وأهمية أداء الواجب وإبراء الذمة بالعمل الصالح الذي ينفع في أمر الدين والدنيا. واعتبر الرئيس العام للهيئة أن «ما نراه الآن من تكتل الأعداء وتجييش الخوارج ضد هذه البلاد يحتِّم علينا أن نكون جميعاً صفاً واحداً في نبذ جميع من لهم توجهات فكرية مناهضة لما عليه أهل السنة والجماعة، وأن نقوم بدورنا في النصح والإرشاد لكل مَنْ غرر بهم، وأن نلتف حول ولاة أمرنا». وأرجع استهداف المملكة إلى «ما تنعم به هذه الدولة المباركة من أمن ورخاء وألفة بين جميع أبنائها، ولأنها تحكم بالشرع المطهر». وشدد على ضرورة «أن نكون صفاً واحداً من أجل المحافظة على أمن هذا الوطن ومقدراته، وأن نلتف حول ولاة أمرنا ونشد من أزرهم، لحماية بلادنا التي هي بلاد التوحيد بلاد الحرمين ومهبط الوحي، ومنبع الرسالة». وندد في هذا السياق باعتداء مجموعة من الفئة الضالة على رجال الأمن في منفذ الوديعة الحدودي جنوب المملكة، «حيث اعتدوا عليهم وهم صائمون في شهر رمضان، الذي كانت تحرمه المشركون قبل الإسلام وفي يوم الجمعة الفضيل». وهاجم آل الشيخ من وصفهم بدعاة الفتن، وقال «نحن نرى الآن دعاة الفتن غرَّروا ببعض الشباب للمشاركة في الجرائم البشعة والإخلال بالأمن والاستقرار في البلاد الأخرى، فلم يستأذنوا من ولاة أمر هذه البلاد، ولم يستفتوا العلماء الأجلاء، الذين يعرفون المصلحة ويعون ما هو واجب وما ليس بواجب وما هو مباح وما هو محرم». وانتقد «زج دعاة الفتن بالشباب في أتونها، بينما هم ينعمون مع أهليهم وأبنائهم ببيوت وسيارات فارهة ويسافرون للمصايف ويدعون السذج من الشباب للخروج إلى مواطن الفتن». ونبّه آل الشيخ إلى ضرورة التحذير من دعاة الفتنة، الذين غرروا بالشباب وزجوا بهم في مواطن الفتن وورطوهم في قتل الأبرياء وسفك دمائهم «فهؤلاء يريدونكم في دينكم وأنفسكم وأموالكم ومحارمكم وأوطانكم وأمنكم واستقراركم، ويجب ألا نعينهم فمَنْ عمل معهم أو أسهم في إيصال رسالتهم فهو منهم خارجي من الخوارج»، حسب قوله. وأوضح أن للجهاد ضوابطه وأحكامه، قائلاً «ليس الجهاد هو الفوضى والولوغ في الدماء المعصومة». في سياقٍ آخر، أشاد الرئيس العام للهيئة ب «الدعم الذي يوليه خادم الحرمين الشريفين الملك الصالح والإمام العادل عبدالله بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده، وسمو ولي ولي العهد، وعنايتهم بالحرمين الشريفين، وتوفير الخدمات للزائرين، وهذه التوسعة التاريخية الضخمة التي يحظى بها الحرمان الشريفان، وذلك ليجد الزوار والمعتمرون راحتهم وما يحتاجون من خدمات تعينهم على أداء عبادتهم كما يرضي الله سبحانه وتعالى». كما نوَّه بما تلقاه هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من دعم من خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، وولي ولي العهد. وتابع «إننا الآن في بلاد التوحيد، التي تعنى ببيت الله الحرام ومسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، تقام فيها شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتطبع فيها المصاحف بملايين النسخ وتوزع في جميع بقاع الدنيا».