الحمد لله القائل في محكم التنزيل (وتعاونوا على البر والتقوى). والصلاة والسلام على رسول الله محمد القائل (لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم). فمن أمثلة الدعوة إلى الله -جل شأنه- هي مبادرة (عمرة العالم) التي تتولاها مؤسسة عبدالقادر المهيدب الخيرية. فقد انطلقت هذه المبادرة قبل 5 سنوات لمكافأة من يدخل في الإسلام في أي بقعة على المعمورة ولم يسبق له زيارة الحرمين، برحلة عمرة وزيارة للمدينة المنورة لمدة 10 أيام، تتخللها برامج دينية وثقافية مختلفة. ويتم اختيار قائمة المعتمرين بعناية شديدة من جميع دول العالم وفق شروط واعتبارات كثيرة، أهمها وعلى رأسها الحماسة لهذا الدين والالتزام الشرعي والسجل النظيف والسمعة الطيبة. وتلعب سفارات خادم الحرمين الشريفين في جميع أنحاء العالم دوراً مفصلياً بتسهيل هذه الرحلة الإيمانية من خلال المساعدة بمنح التأشيرات اللازمة للمعتمرين. وقد وفد هذا العام 100 معتمر يمثلون 45 دولة، وكان التركيز هذه المرة على قارة أمريكا الجنوبية. والأهم في المبادرة أن المعتمرين يتوجب عليهم دعوة غيرهم للإسلام، حيث إن الذين سيعتمرون العام المقبل بإذن الله سيكونون فقط من أسلم على يد معتمري العام الحالي، وهكذا ضمن مسابقة إيمانية جرى تسميتها (وسارعوا)، إذ أن هذا هو السباق الحقيقي لنيل مرضاة الرحمن. والمجال مفتوح (لمؤاخاة) هؤلاء المسلمين الجدد بمن أراد، وذلك إيغالاً في تعليمهم أصول الشريعة. إذ من الملاحظ أن المسلمين الجدد في أشد الحاجة إلى من يعلمهم أصول دينهم ويتابعهم دوماً، حيث إن حياتهم في مجتمعاتهم عبارة عن تحدٍّ بالغ، ونحمد الله أن خُلقنا مسلمين. إن سماع قصصهم وهم يشرحون طرق إسلامهم المختلفة يجعل العيون مغرورقة بالدموع، ونشكر الباري – جل في علاه – أننا نعيش في بيئة مسلمة محافظة. طبتم وطاب سعيكم،،،