تدخَّل الطيران اليمني مجدداً صباح أمس لقصف مواقع للمتمردين الحوثيين الذين يواجهون منذ أشهر الجيش اليمني والقبائل الموالية له في محافظة عمران الشمالية، فيما تمددت المعارك إلى محافظة الجوف المجاورة، ما يقلص أكثر فأكثر فرص نجاح اتفاق وقف النار الذي أعلن قبل أسبوعين. وقُتل وأصيب العشرات بجروح في الغارات التي شنها طيران الجيش ضد الحوثيين لمنعهم من دخول وسط مدينة عمران الشمالية، وفي اشتباكات مستمرة بين الطرفين كما أفادت مصادر عسكرية وشهود السبت. وأكد شهود عيان من مدينة عمران (45 كلم شمال صنعاء) أن سلاح الجو اليمني شن عدة غارات جوية على مواقع وتجمعات لمسلحي الحوثيين عند المدخل الشمالي الغربي لمدينة عمران وفي منطقة بيت شايع في الجهة الجنوبية ومنطقة الورك عند المدخل الشمالي للمدينة، لمنع تقدم مسلحي الحوثي نحو وسط المدينة. وقال شاهد عيان إن 3 غارات استهدفت تجمعات للحوثيين في حي شبيل وبيت الفقية ووبيت بادي بالجهة الغربية، وأسفرت الغارات التي استهدفت المدخل الجنوبي والشرقي للمدينة عن سقوط عشرات القتلى والجرحى من الحوثيين وتدمير معدات حربية مختلفة عليهم. وأكد عدة شهود عشرات القتلى والجرحى، إلا أنه تعذر الحصول على حصيلة محددة من مصادر طبية. من جهته، قال مصدر عسكري يمني في عمران إن «تدخل سلاح الجو جاء بعد مضي عدة ساعات على هجوم عنيف متزامن شنه الحوثيون من الجهات الغربية والجنوبية والشرقية على مواقع الجيش والقبائل المساندة في محاولة لاقتحام مدينة عمران». وأضاف أن مسلحي الحوثيين اقتربوا من مباني كلية التربية في الوسط الغربي للمدينة، في محاولة للتقدم نحو المقر الرئيس لمعسكر اللواء 310 مدرع الذي يقوده العميد حميد القشيبي، والذي يتواجه منذ أشهر مع الحوثيين في المنطقة. وأكد سكان محليون سقوط عدد من قذائف المدفعية على مبانٍ سكنية ومحال تجارية وسط المدينة، ما أسفر عن سقوط ضحايا. كما أكدت مصادر عسكرية أن الحوثيين نفذوا هجومين آخرين على نقطة الورك عند المدخل الشرقي لعمران، وآخر على مواقع قريبة من مبنى المحافظة في الحي الجنوبي للمدينة، فدارت اشتباكات عنيفة استغرقت نحو 5 ساعات متواصلة وانتهت بقصف الطيران تجمعات الحوثيين ومسلحيهم المهاجمين. يأتي تجدد المواجهات في عمران بعد أن توسعت بين الحوثيين والجيش اليمني إلى محافظة الجوف المجاورة صباح الجمعة شمال العاصمة صنعاء، وسط تبادل اتهامات بين الحوثيين ومسلحين قبليين موالين للتجمع اليمني للإصلاح (إخوان مسلمين) برفض تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الموقع في 22 يونيو الماضي وبخرقه في أكثر من جهة. وأفادت مصادر قبلية وعسكرية في محافظة الجوف أن أكثر من 30 عنصراً من الحوثيين ومسلحين قبليين وجنود قُتلوا خلال مواجهات عنيفة اندلعت صباح الجمعة في منطقة الصفراء التابعة لمديرية مجزر على الطريق الرئيس الرابط بين محافظة الجوفوصنعاء، وذلك بين الحوثيين واللواء 105 من الجيش. وأكد الحوثيون الذين يتخذون اسم «أنصار الله» في بيان أن دخول الجيش في المعارك بالجوف «برهان على طبيعة ما يجري في عمران من أن عدداً من الألوية باتت خارج سيطرة الدولة، وتخضع لهيمنة ميليشيات الإصلاح و(اللواء) علي محسن الأحمر».