تجددت أمس المواجهات في محيط مدينة عمران شمال صنعاء، بعد انهيار هدنة لم تدم ساعات بين الحوثيين وقوات حكومية يدعمها مسلحون قبليون موالون لحزب «الإصلاح» (الإخوان المسلمون) وشن الطيران الحربي لليوم الثاني على التوالي غارات عدة على مواقع حوثية عند المدخل الجنوبي للمدينة وسط محاولات لفتح الطريق الرئيسي أمام التعزيزات العسكرية القادمة من صنعاء، تمهيداً لمعركة «كسر عظم» فاصلة بين الطرفين. وقدرت مصادر حكومية في عمران سقوط أكثر من 120 قتيلاً في اليومين الأخيرين بينهم 20 جندياً، وسط مساع رئاسية مستمرة للوصول إلى اتفاق لوقف القتال الدائر منذ حوالى أسبوعين، وتفادياً للدخول في حرب واسعة مع الحوثيين الذين يحاولون السيطرة على مدينة عمران بالقوة. وقالت مصادر محلية ل «الحياة» إن الطيران الحربي «شن أمس عدداً من الغارات على مواقع للحوثيين سيطروا عليها في وقت سابق عند المدخل الجنوبي للمدينة في جوار السجن المركزي ومناطق أسحب والسلاطة». وأضافت المصادر «أن وحدات من الجيش قدمت من جهة جبال بني ميمون تخوض مواجهات عنيفة مع الحوثيين في محاولة للسيطرة على منطقة أسحب وإعادة فتح الطريق الرئيسي إلى عمران أمام التعزيزات العسكرية القادمة من صنعاء». وكان الحوثيون الذين يطبقون حصاراً على المدينة من مختلف الجهات أحرزوا أول من أمس تقدماً ملحوظاً واستولوا على مناطق يتمركز فيها الجيش ومسلحو القبائل الداعمين له، قبل أن يتدخل الطيران الحربي لكبح هجماتهم التي وصلت إلى السجن العام جنوبالمدينة وأدت إلى إطلاق نزلائه. وفي حين تتحاشى السلطات الحديث عن المواجهات منذ احتدامها، اكتفى البرلمان أمس، على ما أفادت مصادر الحكومة، بالدعوة «إلى معالجة الأحداث الجارية في محافظة عمران برؤية وطنية تحفظ الدماء والسكينة العامة وتثبت دعائم الأمن والاستقرار واحترام تطبيق القانون والنظام وبسط نفوذ الدولة وهيبتها ومنع أي اعتداء بما في ذلك الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة». وفوض النواب رئيسهم يحيى الراعي التواصل مع رئيس البلاد عبدربه منصور هادي «لمعرفة ما توصلت إليه اللجان الرئاسية الخاصة بالنزول الميداني إلى محافظة عمران وما أسفرت عنه من نتائج». إلى ذلك، أعلنت وزارة الداخلية أنها أوقفت 17 سجيناً فروا بعد اقتحام الحوثيين السجن المركزي في عمران، لكن الحوثيين نفوا ذلك واتهموا خصومهم القبليين والعسكريين بإطلاق السجناء «لتجنيدهم في المعارك الدائرة». وتتصاعد المخاوف من تفاقم الأوضاع في ظل استمرار الحشد من الجانبين لما يمكن اعتباره»معركة كسر العظم» بين الحوثيين وخصومهم العسكريين والقبليين الموالين لحزب «التجمع اليمني للإصلاح» (الإخوان المسلمون).