أحكم تنظيم «الدولة الإسلامية» سيطرته أمس على مدينة البوكمال في شرق سوريا على الحدود مع العراق، وذلك بعد معارك عنيفة استمرت 3 أيام مع مقاتلين معارضين بينهم عناصر من جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. وكانت «الدولة الإسلامية» عززت وجودها في هذه المدينة الواقعة في محافظة دير الزور الغنية بالنفط الأسبوع الماضي، إثر مبايعة فصيل تابع لجبهة النصرة في المدينة لها. لكن مقاتلين معارضين بينهم عناصر من النصرة، رفضوا الخطوة وشنوا فجر السبت هجوما مضادا لاستعادة السيطرة، إلا أن «الدولة الإسلامية» تمكنت من صد الهجوم. وقال المرصد «سيطرت الدولة الإسلامية بشكل شبه كامل على مدينة البوكمال في محافظة دير الزور، عقب اشتباكات عنيفة مع جبهة النصرة والكتائب الإسلامية». وأشار مدير المرصد رامي عبدالرحمن في اتصال هاتفي مع وكالة فرانس برس إلى أن الاشتباكات «توقفت فجر اليوم، والدولة الإسلامية باتت تسيطر على البوكمال»، مشيرا إلى أن مقاتلي المعارضة الذين شنوا الهجوم السبت «قتلوا أو جرحوا أو انسحبوا» إلى مناطق أخرى في دير الزور. وأوضح أن «اثنين من القادة العسكريين للكتائب الإسلامية قتلا أمس في المعارك»، من دون أن يحدد الحصيلة الكاملة لمعارك الأيام الماضية. وأكد متحدث باسم هيئة الأركان في الجبهة الشرقية (التابعة للجيش السوري الحر) سيطرة «الدولة الإسلامية» على البوكمال. وقال عمر أبو ليلى إن «البوكمال سقطت» في يد «الدولة الإسلامية»، مضيفا أن «المعارك كانت شرسة أمس، اقتحمت الدولة الإسلامية مقرا لكتيبة مقاتلة وفي المساء، استقدمت تعزيزات كبيرة من العراق». وفي حلب حيث تتواصل المعارك بين قوات الأسد والثوار على أكثر من جبهة قال مركز حلب الإعلامي إن قوات الأسد تكبّدت خسائر مادية وبشرية كبيرة في صفوفها في المعارك التي جرت في مناطق الرحمانيّة والمقبلة والشيخ زيّات وحيلان والبريج في الأيام الأولى لشهر رمضان المبارك. وقال مركز حلب الإعلامي إن الثوار استعادوا السيطرة على قرية المقبلة القريبة من المدينة الصناعية في الشيخ نجار، وذلك بعد معارك طاحنة مع قوات النظام فجر أمس، أسفرت عن مقتل وجرح ما يزيد عن 25 عنصراً من قوات الأسد، إضافة إلى أسر اثنين آخرين. من جانبها أعلنت جبهة النصرة عن تحرير نحو (250) مدنيا بينهم أطفال ونساء كانت قوات النظام قد احتجزتهم أثناء تقدمها إلى قرية المقبلة قبل أيام، كما أفاد مصدر عسكري أن قوات النظام اتخذت سكان القرية دروعاً بشرية لمنع الثوار من استعادة السيطرة على القرية، غير أن خطة محكمة اتبعها الثوار أثناء عملية التحرير أوقعت جيش النظام في الفخ وحالت دون إصابة المدنيين بأذى. وتأتي هذه المعارك في محاولة من الثوار لكسر الطوق الذي تسعى قوات النظام فرضه على مدينة حلب.