صدَّت جبهة النصرة وكتائب إسلامية هجوم تنظيم «داعش» على مدينة البوكمال في شرق سوريا على الحدود مع العراق، إثر معارك أدت إلى مقتل نحو 90 عنصراً من الطرفين، حسبما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس الجمعة. إلى ذلك، دارت معارك عنيفة في شمال البلاد ووسطها بين القوات النظامية ومقاتلي المعارضة الذين يحاولون قطع خطوط إمداد للنظام نحو مدينة حلب (شمال). وقال مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، إن «جبهة النصرة والكتائب الإسلامية المقاتلة صدّت هجوم داعش على مدينة البوكمال في دير الزور» الذي بدأ فجر أمس الأول وتمكن خلاله التنظيم المتطرف من التقدم داخل المدينة. وأوضح أن النصرة والكتائب الإسلامية «استعادت السيطرة على كامل المدينة» وأن عناصر «داعش» انسحبت إلى «محطة تي تو النفطية» الواقعة في البادية (الصحراء)، على مسافة نحو 60 كلم إلى الجنوب الغربي، مشيراً إلى أن مقاتلي «داعش» سيطروا الخميس على هذه المحطة الواقعة على أحد أنابيب النفط بين العراقوسوريا. ومحافظة دير الزور من المناطق السورية الغنية بالنفط والغاز. وأوضح عبد الرحمن أن جبهة النصرة «استقدمت تعزيزات إلى البوكمال من مناطق أخرى في دير الزور» ما مكّنها من صد الهجوم. وقال المرصد في حصيلة جديدة بعد ظهر أمس الجمعة إن معارك الخميس أدت إلى مقتل 86 مقاتلاً على الأقل، بينهم 60 عنصراً من جبهة النصرة والكتائب الإسلامية قُتِلَوا خلال الاشتباكات و7 أعدمتهم «داعش» إثر سيطرتها على محطة «تي تو» النفطية، كما قُتِلَ 19 عنصراً من «داعش»، بحسب المرصد. وكانت عناصر «داعش» اقتحمت فجر أمس الأول (الخميس) الماضي البوكمال وسيطرت على أجزاء منها في محاولة للسيطرة على المعبر الحدودي الذي يربط سوريا بمحافظة الأنبار في غرب العراق، التي تُعد معقلاً بارزاً لتنظيمهم. وفقد نظام بشار الأسد السيطرة على البوكمال منذ نوفمبر 2012. وانسحب مقاتلو «داعش» في 10 فبراير الماضي من كامل دير الزور بعد معارك مع مقاتلين إسلاميين بينهم عناصر جبهة النصرة المرتبطة بالقاعدة. وطردت النصرة والكتائب الإسلامية من البوكمال، اللواء الإسلامي المقاتل المبايع ل «داعش»، الذي كان يسيطر على المدينة. وأتت الاشتباكات ضمن المعارك التي تدور منذ مطلع يناير بين التنظيم الجهادي وتشكيلات من المعارضة المسلحة. وفي حماة (وسط)، أفاد المرصد عن «مقتل 13 عنصراً من قوات الدفاع الوطني» عقب هجوم من مقاتلي الكتائب الإسلامية المقاتلة صباح أمس على حاجز مشترك للقوات النظامية وقوات الدفاع الوطني بين مدينة السلمية ومنطقة إثريا في الريف الشرقي للمحافظة، وأدى الهجوم كذلك إلى مقتل أربعة مقاتلين معارضين على الأقل. وفي مدينة حلب (شمال)، أفاد المرصد عن مقتل 12 مقاتلاً معارضاً و9 عناصر من القوات النظامية والمسلحين الموالين لها، في هجومٍ شنه مقاتلون معارضون في منطقة الراموسة في جنوبالمدينة. وأوضح عبد الرحمن أن الهجمات في جنوب حلب وشرق حماة «تهدف إلى قطع طريق الإمداد للقوات النظامية بين وسط البلاد وشمالها». ويسيطر مقاتلو المعارضة منذ أكتوبر 2012 على مدينة معرة النعمان في ريف إدلب (شمال غرب)، ما أدى إلى قطع طريق إمداد رئيس للنظام بين دمشق وحماة، وحلب. وتمكن نظام بشار الأسد قبل أشهر من فتح طريق إمداد بديل من حماة باتجاه السلمية، وصولاً إلى جنوب مدينة حلب.