متى يصوم (التجار/ المتخمون) عن سلب جيوب المواطنين المطحونين؛ الذين تتقاذفهم أيادي المواسم المتتالية، ليقعوا بين مطرقة ضروريات الشراء، وسندان الاستغلال والغلاء..؟! متى يصوم (المغرِّدون/ الناعقون) عن نهش لحوم عباد الله، والتواري خلف الأسماء الوهمية؛ لممارسة السب والقذف والشتم، بلا رادعٍ من أخلاق، ولا وازعٍ من ضمير..؟! متى يصوم (المطبّلون/ المتلونون) عن المديح الممجوج، وعن التملق والنفاق؛ تزلفاً لكل ذي منصبٍ ومالٍ وجاه، حتى تكاثرت الشخصيات (البالونية)، التي لا تسمع إلا الثناء الكاذب، وتنفر من النقد الصادق، فتغيب الأفعال والإنجازات، لتحضر التصريحات خلف الميكروفونات، ولتحترق الوعود تحت أضواء الفلاشات..؟! متى يصوم (المحرّضون/ الحاقدون) عن الترصد السافر، لتصيد الأخطاء والزلات، في انتقائيةٍ غير عادلة؛ بعيونٍ عوراء، لا ترى إلا السلبيات، وتتعامى عن الإيجابيات، بهدف الهدم والعبث والخراب..؟! متى يصوم (الفاسدون/ المحتالون) عن النهب والسرقة، بطرقهم الملتوية، وأساليبهم المبتكرة؛ لتتضخم أرصدتهم، وتتمدد كروشهم، غير مبالين بمواعظ (هيئة الفساد)، ولا آبهين بتهديداتها ووعيدها..؟! متى يصوم (الممثلون/ المهرّجون) عن جرح حرمة الشهر الكريم، بمشاهدهم السخيفة، وحركاتهم البهلوانية، وكلماتهم المتجاوزة، ليتكرر الإسفاف والاستخفاف، تحت مسمى (الإبداع والكوميديا)..؟! متى يصوم (المتسولون/ الكاذبون) عن استغلال مشاعر الرحماء والبسطاء، وعن إراقة ماء وجوههم في الشوارع والأسواق والأماكن العامة، حينما فُقد الحزم وضعفت الرقابة، في ظل غياب دور الجهات المسؤولة عن هذه الظاهرة المقيتة..؟! متى يصوم (المتسابقون/ المقامرون) عن المشاركة في برامج الوهم والخداع، سعياً خلف سراب الكسب السريع والثراء، لتضيع أموالهم، وتموت آمالهم، تحت إغراء إعلانات النهب والقمار..؟!