رغم المفاجآت العديدة والمنافسة الشرسة التي تشهدها بطولة كأس العالم 2014 لكرة القدم المقامة حالياً في البرازيل، فرض شهر رمضان المعظم نفسه بقوة ضمن أبرز المواضيع التي تشغل بال كثير من المشاركين في البطولة والمتابعين لها. ومع وجود عدد كبير من اللاعبين المسلمين ضمن المنتخبات المشاركة في المونديال البرازيلي، أصبح موقف هذه الفرق من صيام لاعبيها وموقف اللاعبين أنفسهم من الأمور التي تفرض نفسها بقوة على المونديال. ويتزامن شهر رمضان مع انطلاق فعاليات دور ال 16 للبطولة الذي يعتبره كثيرون البداية الحقيقية للبطولة. ولكن لا يزال الموقف من صيام شهر رمضان غامضاً بالنسبة لكثير من اللاعبين، بل إن موقف بعض اللاعبين قد يُدخلهم في دوامة من الخلافات مع فريقهم أو مدربهم. ويأتي المنتخب الجزائري في صدارة الحديث لأنه الفريق الذي يضم أكبر عدد من اللاعبين المسلمين من بين الفرق المشاركة في دور ال 16. ويسود الغموض موقف المنتخب الجزائري من صيام رمضان رغم التقارير التي تشير في مجملها إلى وجود انقسام في الفريق بين مؤيد لضرورة الصيام والحفاظ على الفريضة، وغير مؤيد يرى أن اللاعبين في مهمة وطنية وأن طبيعة المنافسة الصعبة في البطولة يمثل مبرراً كافياً للإفطار. وأشارت صحيفة الهداف الجزائرية إلى أن خليلودزيتش نصح اللاعبين بالإفطار يوم مباراة ألمانيا، ولم يصدر قراراً إجبارياً يلزمهم بالإفطار. ولكنَّ عدداً كبيراً من اللاعبين يرفضون الإفطار، وفي مقدمتهم عبدالمؤمن جابو نجم الفريق الذي أكد علانية أنه يرفض الإفطار ويصر على الصيام لأنه لا يرى ما يمنعه حيث يستطيع اللعب جيداً وهو صائم. كما لم تعلن المنتخبات الأخرى التي تضم لاعبين مسلمين ضمن صفوفها، مثل فرنساوألمانيا ونيجيريا، موقفها بشكل واضح، ويبدو أنها تركت للَّاعبين حرية اتخاذ القرار. وبينما رفض كثير من لاعبي هذه المنتخبات الكشف عن قرارهم، أعلن بعض اللاعبين عن موقفهم صراحة. وسبق للمهاجم الفرنسي كريم بنزيمة أن أكد حرصه على الصيام حتى في أيام المباريات مثلما يفعل خلال مسيرته مع ريال مدريد الإسباني. وفي المقابل، أكد فريق آخر ومنهم اللاعب الألماني مسعود أوزيل أنه يفضل الإفطار لأن عمله يتطلب هذا، ولأنه لا يستطيع الأداء بنفس القوة خلال فترة الصيام لاسيما وأن مباريات المونديال تقام في نفس توقيت الصيام.