الذين قالوا إن التعليم مختطف يصفون حالة هم مقتنعون بها، وربما رأوا ولمسوا بعض شواهدها مع الزمن، ولديهم الأدلة الدامغة على ذلك؛ لكنهم حتى اللحظة لم يستعيدوا هذا التعليم البائس من خاطفيه، أو حتى يبادروا بمحاسبة السيئين المفترضين، ومن ثم طردهم من التعليم كي تتوقف عملية الخطف المستمر!! كم مدير تعليم أو مساعد تم التجديد لهم وهم ينتمون إلى فئة الخاطفين! هل تأكدت الوزارة بالفعل أنه ليس من بين من يقودون عملها في الوزارة وفي إدارات التعليم وفي المدارس أحد من الخاطفين أو المنتمين إلى الجماعات المحظورة؟ وهل قامت بإعداد خطة واضحة لمعرفة هؤلاء؟ ربما لا يزال الوقت مبكراً، وهو بالفعل كذلك.. أما الذين يرفضون مقولة اختطاف التعليم؛ فهم يؤكدون بدورهم أنه بريء تماماً من هذه التهم التي يصفونها بالجائرة، ولكنهم في المقابل لم يستطيعوا إثبات خلو تعليمهم «المنزه» كما يقولون من عاهاته المعروفة للجميع، وأولها التطرف وصناعة الحزبية الضيقة، والانتماءات للجماعات المسيسة والمحظورة، وهم يستدلون على عدم اختطافه بأن تاريخه يثبت ذلك؛ لكن هؤلاء ينسون أو يتناسون فوارق الزمن. المناهج إلى حد ما نفسها نعم، ولكن الملقنين وكذلك المؤثرات مختلفة تماماً. ما بين هذين الرأيين بكل ما فيهما من تنافر واضح يبدو أن الطلاب سينتظرون طويلاً ريثما تطمئن قلوبهم أن مدارسهم آمنة، أو على الأقل في طريقها إلى الأمان، ولذلك نتابع خطوات الوزارة، وتحديداً الأمير خالد الفيصل، وننتظر الخطوة الفارقة التي يتم الإعلان بعدها عن أن التعليم قد أصبح خالياً من الخاطفين، وأن أبناءنا سيذهبون إلى مدارسهم كي يتعلموا وفقاً لمنهج الوزارة، وليس لمناهج وأفكار هدامة أخرى.. إنا منتظرون.