«إيران لن تسمح أن يحدث أي مكروه لسوريا وحزب الله».. عبارةٌ قالها أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي تكشف عن طبيعة العلاقة القوية بين «طهران»و«دمشق» وحزب الله حتى وُصِفت ب «انعكاس لتحالف مقدس». تاريخياً، لم يمانع النظام السوري من وصول الحرس الثوري إلى البقاع اللبناني بعد الاجتياح الإسرائيلي للأراضي اللبنانية عام 1982، منذ ذلك الحين بدأت قواعد الحرس الثوري تنتشر في البقاع اللبناني التي أصبحت نواة لقواعد حزب الله فيما بعد. بعد بضع سنوات، بدأت الصدامات بين حركة أمل (المدعومة من النظام السوري) وحزب الله (المدعوم من إيران) وامتدت لحوالي 5 سنوات من عام 1985 حتى عام 1989 في صراعٍ على النفوذ داخل لبنان بين حافظ الأسد وقادة طهران. انتهت الجولة بمكسب إيران وحزب الله الذي فرض وجوده العسكري في الجنوب، وتجاوز الأسد هذه المرحلة. بعدها، أدى تطور العلاقة السورية الإيرانية – بلغت درجة التحالف الاستراتيجي مع نهايات حكم حافظ الأسد- إلى تطور نوعي في العلاقة بين سوريا وحزب الله في لبنان. وبمرور الوقت، أصبحت العلاقة أكثر وضوحاً وبات التحالف السوري الإيراني (وحزب الله جزءٌ منه) أحد المحاور في الشرق الأوسط كشكل جديد من التحالفات الدينية الطائفية. سوريا انخرطت تماماً ضمن المشروع الإيراني بعد وصول بشار الأسد للسلطة خلفاً لوالده عام 2000، وأصبح النفوذ الإيراني أكثر قوة ووضوحاً في القرار السياسي السوري حتى قال محسن رضائي إن مثلث سوريا وحزب الله وحماس هو خط أحمر بالنسبة لطهران. وقبل نحو شهر، قال القائد السابق للحرس الثوري الإيراني والمستشار العسكري الحالي للمرشد الإيراني الأعلى، رحيم صفوي، إن حدود بلاده الحقيقية ليست كما هي عليها الآن بل تنتهي عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط عبر الجنوب اللبناني.