ترسل إيران قادة من نخبة فيلق الحرس الثوري ومئات من الجنود المشاة بناء على معلومات من أعضاء الفيلق السابقين والحاليين.. وتجيء حركة هذه القوات كما قال هؤلاء المخبرون في خطوات تصعيدية من طهران في جهودها الرامية لمساعدة الجيش السوري بالمال والسلاح.. وفي هذا مؤشر للتدخل الإقليمي في الأزمة السورية وهذا يؤكد تصورات المعارضة بأن جيش النظام السوري أصبح يعاني من اهتزازات وعوامل ضعف متنامية.. ياتى هذا فيما يقر الجنرال سالار ابنوش قائد من فيلق الحرس الثوري الإيراني من وحدة (صاحب الأمر) علنًا لأول مرة بضلوع إيران في المسألة السورية فيقول (حاليًا نحن مشتركون في كل مجال من مجالات القتال العسكري والثقافي أيضًا في سوريا).. جاء ذلك في مخاطبته الاثنين الماضي للمتطوعين المتدربين ونقلت تصريحاته وكالة (دانيشجو) التي يديرها طلاب موالون للنظام الإيراني الحاكم.. ولا يمكن التحقق من هذه التصريحات لكن مسؤولين إيرانيين كانوا قد ذكروا في السابق أن إيران لا تشترك في الأحداث السورية. لقد دربت إيران منذ فترة طويلة أعضاء في أجهزة الأمن السورية في مسائل الأمن عبر الشبكة الدولية والتجسس على المنشقين كما قال مسؤولون أمريكيون وأعضاء من المعارضة السورية وجاء القرار بإرسال أفراد من الحرس الثوري الإيراني بعد الهجمات التي قام بها الثوار خلال هذه الصيف على اكبر مدينتين بسوريا وهما دمشق وحلب والتفجير الكبير الذي تم في شهر يوليو الماضي وأدى إلى مقتل أربعة أعضاء من الدائرة الداخلية للنظام السوري. لقد وضعت الانتفاضة السورية السياسة الخارجية الإيرانية في مأزق ففي الوقت الذي تكشف فيه الربيع العربي عن انتفاضات عمت تونس وليبيا ومصر كانت إيران تعتبر «ثورتها» ملهمة لهذه الثورات لكن تناقض إيران جاء حين لم تدعم المحتجين في سوريا اقرب حلفائها في المنطقة وهمزة الوصل بينها وحزب الله في لبنان وبوابة التغلغل فى العالم العربي.. وعبرت أصوات قادة إيران الأكثر تأثيرًا بمن فيهم القائد الأعلى وبنيات السلطة السياسية والعسكرية عن دعمها لبشار الأسد وكما فعل الأسد فقد اتهمت هذه الأصوات الإيرانية عصابات مسلحة مدعومة من الخارج وإرهابيين بأنهم وراء أحداث سوريا. وبدعم الحكومة الإيرانية المستمر للنظام السوري خسرت إيران الجهات الشعبية التي كانت تؤيدها في المنطقة وقام بعض عناصر من الحكومة الإيرانية على نحو مغاير بتلمس طريق آخر، ففي الشهور القليلة الماضية اتصل وزير خارجية إيران ببعض أعضاء المعارضة السورية مقدما عرضا للتوسط بين المعارضة والحكومة في سوريا لكن هذه الجهود تم التغاضي عنها بعد الدعم الحالي من الحرس الثوري لسوريا حسب إفادة أحد أعضاء فيلق الحرس الثوري السابقين. (محسن سازيقارا) وهو أحد المؤسسين للحرس الثوري الإيراني لكنه انشق عن النظام الإيراني ويعيش حاليًا في الولاياتالمتحدة يقول في مقابلة عبر الهاتف (إذا سقط نظام بشار الأسد فإن أحد أجنحة إيران يكون قد انكسر). في يوم الخميس الماضي عبر وزير الدفاع الإيراني عن تحول جديد علنا حين قال إنه (إذا فشل النظام الثوري في إخماد الانتفاضة فإن ايران سترسل مساعدات عسكرية بناء على اتفاقية الدفاع المشتركة بين البلدين) وأوردت صحيفتان إيرانيتان تصريحا لوزير الدفاع الإيراني احمد وحيدي حيث قال (إن سوريا لم تطلب مساعدتنا بعد حيث انها تدير هذه الأوضاع بنفسها بطريقة جيدة لكن إذا لم تستطع الحكومة السورية حل الأزمة بنفسها فإنه وبناء على طلبهم سنلبي النداء بتنفيذ اتفاقية الدفاع المشترك). تتصدر أزمة سوريا أجندة مؤتمر قمة دول حركة عدم الانحياز الذي ينعقد في طهران الخميس وقال وزير الخارجية الإيراني: إن بلاده ستعلن عن خطة سلام مفاجئة خلال أيام انعقاد المؤتمر التي ستستمر لخمسة أيام، من جانبه قام علي الخامنئي القائد الأعلى للثورة الإيرانية والذي له الكلمة النهائية في كل مسائل الدولة الإيرانية بتعيين قاسم سليماني قائد قوات القدس ليشرف على التعاون العسكري مع قوات بشار الأسد وجاء ت هذه المعلومات من عضو في الحرس الثوري الإيراني على علم بإرسال عناصر من هذه القوات إلى سوريا.