مفاجأة جديدة فجرها مسؤول إيراني رفيع المستوى، خلال حفلٍ بمناسبة ما تسميه طهران استعادة مناطق من قبضة الجيش العراقي تتلخص في قوله "سورية كانت الوحيدة بين العرب التي وقفت إلى جانب إيران، وأغلقت أنبوب النفط العراقي إلى البحر الأبيض المتوسط"، في إشارة واضحة على دعم نظام الأسد "الأب" لطهران في مواجهة النظام العراقي آنذاك. ليبيا أيضاً كانت حاضرةً في خطابٍ للفريق يحيى رحيم صفوي، القائد السابق للحرس الثوري الإيراني، والمستشار العسكري الحالي لمرشد إيران علي خامنئي، التي قال عنها إنها كانت تمد نظام بلاده إبان الحرب العراقية الإيرانية ب"الصواريخ". وقال في هذا الصدد "أثناء الحرب العراقية الإيرانية سافرت بمعية محسن رضائي، القائد العام للحرس الثوري إلى سورية وليبيا بتوصية من آية الله خامنئي- كان حينها رئيسا للجمهورية - لاستلام صواريخ من البلدين". وأضاف "حافظ الأسد قال إن روسيا أخذت عهداً على بلاده ألا يتم تسليم الصواريخ لطرف ثالث، إلا أن الرئيس السوري حينها زود طهران بالصواريخ ضد بغداد، وتعهد بتدريب الإيرانيين". وتشكل تصريحات المسؤول الإيراني هذه اعترافاً صريحاً بتبعية "محور المقاومة" للمشروع الإيراني، الذي يعتمد على التمدد والنفوذ الذي توغل أكثر فأكثر خلال السنوات الماضية في لبنان وسورية، هذا بالإضافة إلى اليمن ودولاً إفريقية، قادتها طهران إلى التبعية لها عبر تغطية احتياجاتها ومدها بالمال. وهذه ليست المرة الأولى التي تشير فيها طهران صراحةً لتبعية سورية ولبنان أو محوري ما يعرف ب"المقاومة" للجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث سبق وأن قال مسؤولٌ إيراني رفيع قبل ذلك "إن دمشق لو ذهبت لسقط مشروع دولته، عكس فيما لو ذهبت الأطراف الغربية من البلاد فلن يسقط"، في إشارة تضمنها وصفه تحكي الامتداد الإيراني في المنطقة، المقرون بالتبعية على أساسٍ طائفي ومذهبي صرف. مستشار المرشد قال في تصريحاته أيضاً "حدود بلادنا تنتهي عند شواطئ البحر الأبيض المتوسط، عبر الجنوباللبناني. حدودنا الغربية لا تقف عند شلمجة على الحدود العراقية غربي الأهواز، بل تصل إلى جنوبلبنان، وهذه المرة الثالثة التي يبلغ نفوذنا سواحل البحر الأبيض المتوسط".