أكد محافظ الأحساء الأمير بدر بن محمد بن جلوي آل سعود، أن وزارة الصحة وإداراتها المنتشرة في ربوع المملكة سعت إلى توفير جميع وسائل العلاج والرعاية الصحية لكل شرائح المجتمع، تحت مظلة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين حفظهما الله، مضيفاً أن مرض السرطان بأنواعه المختلفة يأتي في مقدمة الأهداف الخططية الرامية لتعزيز جوانب العلاج للمواطن السعودي وضروريات التوعية للكشف المبكر عن تلك الأمراض، فعمدت إلى فتح عديد من المراكز المتخصصة ذات الطابع العلاجي، وما زال تمضي قدماً في التوسعات ضمن الخطط المستقبلية. جاء ذلك خلال حفل تدشين المؤتمر الدولي الأول للكشف المبكر عن سرطان الثدي بين الحاضر والمستقبل، صباح أمس الذي تنظمه مديرية الشؤون الصحية في الأحساء، ممثلة في إدارة الكشف المبكر للأورام وبرعاية جمعية السرطان الخيرية في الأحساء. فيما أشار مدير إدارة الكشف المبكر عن سرطان الثدي الدكتور عمر بايمين أن التفكير في إقامة هذا المؤتمر نابع من احتياج المنطقة بل وجميع مناطق وطننا، فسرطان الثدي من أكثر السرطانات انتشاراً عند النساء، حيث بلغت عدد الحالات المسجلة في السجل السعودي للأورام لعام 2008 «1152» حالة بنسبة تجاوزت 25% من جميع السرطانات عند النساء وبنسبة 14% من جميع السرطانات في المملكة، أي يعد أعلى نسبة سرطان. وأضاف «إن نتائج الإحصائيات من واقع السجل السعودي للأورام لعام 2009 تبين أن عدد حالات سرطان الثدي بلغت 1308 حالات بنسبة زيادة بلغت 13% أي 156 وهو مؤشر عالٍ يفرض علينا تكثيف الجهود في مواجهة هذا الداء خاصة إذا علمنا أن سرطان الثدي من أكثر السرطانات شفاء لو تم اكتشافه مبكراً، مبيناً انطلاق دول عديدة على مستوى العالم في خطوات استباقية في مكافحة هذا المرض من خلال وضع برامج وطنية وعلى سبيل المثال دولة فنلندا حيث بدأت في وضع برنامج شامل للكشف المبكر لسرطان الثدي منذ عام 1987 وكذلك دول بريطانيا وكندا وسويسرا وسنغافورة وغيرها عديد من الدول العالمية. وأبان مدير الشؤون الصحية في الأحساء الدكتور عبدالمحسن الملحم أن المؤتمر جاء وفق الخطط الاستراتيجية لصحة الأحساء المتوافقة مع توجهات وزارة الصحة وبما يتطلبه العمل التوعوي في المنطقة مواكبة لأهداف الدولة الرامية في تعزيز أوجه الشفاء والعلاج للمواطن السعودي والمقيم. وبدوره، أشار رئيس مجلس إدارة جمعية مكافحة السرطان الخيرية في الأحساء محمد بن عبدالعزيز العفالق إلى أن جمعية مكافحة السرطان الخيرية ساهمت في تحقيق رؤية مستدامة في نشر ثقافة الوقاية من أمراض السرطان في محافظة الأحساء من خلال رعاية المرضى نفسياً وتقديم الخدمات الاستشارية للمجتمع المحلي وأسر المرضى مع المؤسسات المتخصصة محلياً وعالمياً. حيث نفذت الجمعية حزمة من البرامج والفعاليات التثقيفية والتعريفية والتوعوية، منذ تأسيسها قبل عام، أكثر من 25 برنامجا استفاد منها قرابة 8326 رجلا وامرأة وطفلاً. مؤكداً أن الجمعية تقوم بعديد من الأعمال الخدمية لمرضى السرطان بالأحساء منها تقديم الخدمات الاجتماعية المساندة للمرضى وذويهم لتخفيف الأعباء الاقتصادية المترتبة على المرضى كبرامج المساعدات المالية والإعاشة والإسكان ونقل المرضى والعمل على تحسينها بشكل مستمر. والعمل على رفع معنويات المرضى وذويهم وإدماجهم مع المجتمع، وتعريف المرضى وذويهم بحقوقهم المقررة لهم من الدولة حفظها الله، وتشجيع الأعمال التطوعية البناءة التي تخدم مرضى السرطان وذويهم في المجتمع المحلي، وتطوير آليات لتأمين الدعم المالي لمرضى السرطان. وأضاف: عقدت جمعية السرطان الخيرية بالأحساء عدداً من الشراكات منها مع جامعة الملك فيصل وجمعية البر الخيرية وجمعية المعاقين وجمعية السرطان السعودية في المنطقة الشرقية والجمعية الخيرية لمكافحة السرطان بالرياض، وغرفة الأحساء، حيث توجت هذه الشركات في وزارة الصحة ممثلة في مديرية الشؤون الصحية في الأحساء من خلال هذا المؤتمر الدولي الأول للكشف عن سرطان الثدي بين الحاضر والمستقبل الذي يعقد في الأحساء بمشاركة نخبة من المتحدثين والمتخصصين في مجال سرطان الثدي وأبحاثه من أكثر من 9 دول عربية وأجنبية يلتقون هنا للتباحث والوقوف على آخر المستجدات الطبية والتقنية التي تساعد على فهم مسببات المرض على المستوى المحلي والعالمي وآخر ما توصل إليه الطب الحديث في مجال سرطان الثدي. وأكد رئيس اللجنة العلمية في المؤتمر الدكتور عبدالرحمن الملحم أن مرض السرطان يعد الأكثر انتشاراً وشراسة للمرأة الذي ينعكس سلبا على الأسرة والمجتمع. مبيناً أن الكشف المبكر يعتبر البوابة الأولى لحالات التشخيص والعلاج وبالتالي تحسين نسبة الشفاء، مشيراً إلى أنه تم الاتفاق على إقامة هذا المؤتمر للاستفادة من الخبرات العالمية والخليجية التي تعاني من هذا المرض نظير تقارب العادات، مضيفا أن هناك مساعي لأن يكون هذا المؤتمر سنوياً وأن تكون هناك توصيات عميقة حتى تحقيق الأهداف المنشودة.