كشفت أحدث إحصائية صادرة عن مركز السجل الوطني للأورام في مركز الأبحاث في مستشفى الملك فيصل التخصصي، أن مرض سرطان الثدي بين النساء يمثل النسبة الأعلى بين السرطانات، إذ شكل 21 في المئة من حالات السرطان بين النساء في المملكة. فيما تحتل المنطقة الشرقية المرتبة الأولى بين المناطق الأكثر عرضة للإصابة بسرطان الثدي، بنسبة بلغت 29 في المئة من المجموع العام في المملكة. وأكد مدير الخدمات الصحية في المستشفى رئيس اللجنة المنظمة للندوة الدكتور عمر بايمين، أهمية خلق «وعي عام لدى أكبر شريحة نسائية، بأهمية الاكتشاف المبكر لهذا الداء العضال، الذي يهدد مستقبل المرأة واستقرار الأسرة والمجتمع»، لافتاً إلى دراسات علمية أثبتت أن «حالات سرطان الثدي في المملكة ودول الخليج يتم تشخيصها في مرحلة متأخرة، وأن معظم المريضات يراجعن عيادات الأورام ولديهن تاريخ أعراض المرض منذ ما يتراوح بين 8 إلى 9 أشهر، ويكون معدل حجم الورم بين 4 إلى 6 سنتيمتر. كما أن 24 في المئة من المصابات بسرطان الثدي يتم تشخيصهن في المرحلة الثالثة، حين يكون الورم متقدماً موضعياً، ومنتشراً حتى في الغدد الليمفاوية». ودشن مدير الشؤون الصحية في الأحساء الدكتور عبد المحسن الملحم، أول من أمس، ندوة علمية عن تأهيل وتطوير المثقفات الصحيات لسرطان الثدي، والتي ينظمها مستشفى الأمير سعود بن جلوي في مدينة المبرز، بالتعاون مع جمعية مكافحة السرطان الخيرية في الأحساء. وقال بايمين: «إن الدراسات الصادرة عن مركز السجل الوطني للأورام، كشفت أن نحو 35 في المئة من الحالات المشخصة يكون المرض في مرحلته الثانية، إذ ينتشر الورم في الغدد الليمفاوية. وذكر بايمين، أن «نحو 6 إلى 7 في المئة من الحالات يعتبر اكتشافاً للمرض في مرحلته الأولى، وليست المبكرة»، مؤكداً أن «الكشف المبكر لسرطان الثدي بدأ يؤتي ثماره عاماً بعد آخر، من خلال التزايد المطرد في عدد المرضى المراجعين لعيادات الكشف المبكر. كما أثبتته الإحصاءات في السنوات الثلاث الأخيرة في مستشفيات المحافظة، ففي العام 1430ه، وصل عدد المرضى المراجعين إلى 219، وفي العام التالي 1490، ثم 2206 في العام 1432ه، أما في العام الماضي، فكان عدد المرضى المراجعين 2844». بدوره، أشار مدير «صحة الأحساء» الدكتور عبد المحسن الملحم، إلى الآثار الإيجابية والواضحة، لتفعيل دور التوعية الصحية، ونشر الوعي بين المجتمع، وقال: «منذ أن بدأت هذه الجهود؛ ظهرت نتائجها في التقليل من الإصابة بسرطان الثدي، والاكتشاف المبكر الذي يسهل عملية العلاج والعمل في هذا المضمار على وجه الخصوص، حتى يكون دافعاً إنسانياً قبل كل شيء». يذكر أن الدورة التي تستمر لمدة 5 أيام، تستهدف جميع العاملات في المجال الصحي والاجتماعي، والمتطوعات، لتطوير قدراتهن التثقيفية والتوعوية في مجال سرطان الثدي، بمشاركة أكثر من 250 شخصاً من مختلف الكوادر الصحية والتربوية والاجتماعية، للتوعية بالتعامل الوقائي الأمثل مع هذا الداء، للحد من مخاطر الإصابة بمرض سرطان الثدي، واكتشافه المبكر وتقليل مضاعفاته.