في أنفسنا أماكن كثيرة تملأ بالأشخاص والأشياء، وتختلف درجاتها بحسب ما يعنيه ذلك الشخص أو الشيء لنا. فهناك أماكن للأشخاص الذين أحببناهم وأماكن أخرى لمن أحبونا وجميعهم يهتفون لنا من حين لآخر ويسألون عن أحوالنا، ومن ذلك ما نراه بين فينة وأخرى من حُب كبير للفنان الإنسان فايز المالكي في قلوب المحتاجين ولعلَّ أخرها قصَّة ماجد وأخته التي أثارت الرأي العام من خلال «منشن» و«رتويت» و«تغريد» ثمَّ وجود من يُساعدهما، فايز قدَّم رسالته الفنيّة المرحة والإنسانية وشُهرته كما ينبغي، حتى أن «الرتويت» من فايز الذي لا يملك أكثر من فعله كما قال في إحدى «تغريداته» أصبح غاية كل محتاج. هذهِ الرسالة من فايز تذكّرُنا بالعصُور الإسلامية الحقيقية التي تنصَّ على التلاحم والتعاطف والتراحم، فعن النُّعمانِ بن بشير قَال: قَال رسولُ اللَّهِ صلّى اللَّه عليهِ وسلَّم: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسدِ، إذا اشتكى منهُ عضو تداعى لهُ سائرُ الجسد بالسهرِ والحُمى.. إلخ»، وهذا ما نفتقرهُ في وقتنا الراهِن من خلال الجوِّ العام تحديداً في ظل الثورة الإلكترونية التي قرَّبت الناس من بعضهم أكثر مما كنا عليه في السابق. كما أن البيئة السعوديّة عقلانيَّة ومتزنة بمن هم مثل فايز المالكي الذي لا يبخل بقدر استطاعتهِ في تقديم الخدمات الإنسانية من خلال ال «رتويت» و«التغريد» حتى تصِل الحاجة لمن يهمهُ الأمر كسياقٍ طبِيعيّ فهذا الفعل يشكِّل اللَّبنَة الأُولَى لأيِّ مُجتمَع صحِّي. ولعلَّ مطالبتهِ وزير الصحَّة السعودي وعدد من الوزراء والمسؤولين بالنظر إلى حسابه لرؤية الواقِع كما ينبغي ما هي إلا دلالة على عُمق الرسالة، ولو نظرنا للمستفيدين من ذلك على المستوى الإنساني لوجدنا الكم الهائل من الدعوات التي تسير ليلاً لفايز، كما أن مهمة السُّلطة التي بيدها تقديم العمل الخيري معالجة الواقع كمَا يقَع عليها الدور الأساسي في إزالة الكُرب فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من نفس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسّر على معسر، يسّر الله عليه في الدنيا.. إلخ». يقول جون كنيدي «إن لم يستطع المجتمع الحر مساعدة الفقراء الكثيرين فلن يتمكن من إنقاذ الأغنياء القليلين.» ولذلك لا غرابَة من قيام صاحب السمو الملكي الأمير الوليد بن طلال الداعم الأول للأعمال الخيرية بتقديم الدعم من خلال «رتويت» فايز المستمر فهذا واقعنا الذي يجب أن يسير عليه كلَّ من يملك ذرة إنسانيِّة. فلو طبَّق كل من بيده القدرة على مساعدة الآخرين ما فعلهُ فايز في ظل وجود الوسائل المساعدة التي من أهمها الثورة الإلكترونية سوف نعيش بخير، فقد قال برتولت بريشت «يحتاج الكل لمساعدة الكل». فقد حان الوقت لمن بيدهِ القدرات الخيرية في كل منطقة ومحافظة وجهة حكوميّة وخاصة أن يستغل المحتاج فهم بحاجتهم أكثر من حاجة المحتاج لهم لرسم اللوحة الجميلة للحياة.