لم يتجاوز العشرين عاماً من عمره، ومع ذلك أصبح أحد أبرز لاعبي كرة اليد السعودية والخيار المفضل لمدربي المنتخبات السعودية طوال الأعوام الماضية وحتى الآن. حقق عدة بطولات محلية مع ناديه، فضلاً عن بطولة الأندية العربية ووصافة بطولة الخليج في الموسم الماضي، وينتظره مستقبل كبير عطفاً على صغر سِنه وإمكاناته وخبرته التي اكتسبها من مشاركاته المتعددة سواء مع فريقه أو مع المنتخبات الوطنية. إنه لاعب الفريق الأول لكرة اليد في نادي النور مجتبى رضى آل سالم الذي يدرس في تخصص الأشعة في كلية الغد الدولية، وبدأ ممارسة اللعبة في التاسعة من عمره أسوة بشقيقيه محمد ومهدي، ليبدأ طريقه نحو النجومية والشهرة ويصبح اسماً لامعاً في لعبة كرة اليد السعودية. «الشرق» التقت باللاعب مجتبى آل سالم في حوار.. فإليكم تفاصيله.. - بدايتي كانت من والدي الذي دائماً ما كان يصحبني لتدريبات فريق النور ومشاهدة إخواني الحارس محمد واللاعب مهدي، ووالدي من عشاق لعبة كرة اليد، ومن المشجعين المتعصبين للنور منذ سنوات طويلة، وهو ما ولَّد لدينا عشقاً للعبة، وجعلنا نختارها دون غيرها، خاصة أنها اللعبة المحببة لدى أهالي سنابس والقطيف بشكل عام، والمرحلة الأولى من ممارسة كرة اليد في نادٍ كانت في نادي النور في التاسعة من عمري، وبعدها نقلني المدرب الوطني عبدرب الرسول الجزيري إلى منتخب المدارس ومنه إلى منتخب الناشئين، أما المرحلة الثانية والمهمة فكانت على يد المدرب الجزائري في نادي النور إلياس طاهر الذي اختارني للعب في مرحلة الناشئين والشباب والفريق الأول في موسم واحد قبل ثلاث سنوات تقريباً. - تعرضت للإجهاد وهذا أمر طبيعي لأي لاعب يلعب لمدة ثلاثة أيام متتالية، وهي الأربعاء والخميس والجمعة، وفي جميع هذه المباريات كنت ألعب مع فريقي النور في الدوري الممتاز وأنافس على تحقيق البطولات، ولكن حبي للعبة، ولأنني ما زلت صغيراً، جعل ذلك تأثير هذه المشكلة أقل بكثير مما لو حدثت معي في المستقبل القريب، والحمد لله اكتسبت من تلك الفترة كثيراً من الخبرة، وطورت مستواي الفني. - المدرب الوطني محمد الكواي، لأنه أشرف على تدريبي في فئة البراعم لمدة خمس سنوات، وفي بداياتي كنت ألعب في مركز الدائرة، وجاء بعده عدد كبير من المدربين الذين أشكرهم من أعماق قلبي، وهم ياسر العبيدي وفيصل أبو عبدالله ورائد العليوات وفاضل العبيدي. أنا أفضِّل اللعب في الخط الخلفي، وبالطبع أتضايق في بعض الأحيان من اللعب في غير مركزي، رغم أن كثيرين أشادوا بي وشجعوني، واستطعت تسجيل عديد من الأهداف وفي مباريات مهمة وحاسمة لفريقي، وعموماً أنا رهن إشارة المدرب في أي مركز يحتاجني فيه حتى لو كان مركز الحراسة. - لا أخشى أي فريق، ولا يوجد فريق ينافس النور إذا كان في مستواه مع احترامي لكل الفرق، ورغم الصعوبات ومشاركتنا أحياناً دون محترفين، نبقى دائماً منافسين ورقماً صعباً في كل البطولات، أما عن الحارس فأعتقد أنني أجد صعوبة في التسجيل أمام أفضل حراس آسيا وهو مناف آل سعيد. - أعتقد أن هناك أسباباً كثيرة، السبب الأول هو التفكير في خمس بطولات محلية وخارجية، وهذا صعب جداً مع ضعف الإمكانيات المادية للنادي، والسبب الثاني هو خروج أكثر من لاعب للإعارة، وهو ما أثر علينا لعدم وجود البديل الجاهز، والسبب الثالث أننا في النور الفريق الوحيد الذي ينافس على جميع البطولات دون محترفين ولا إعارة أي لاعب، وجميع لاعبينا من بلدة واحدة، ونحن نلعب من أجل المنافسة، ولا نرضى بغير البطولة، وهذا أمر، وأن تلعب تحصيل حاصل لأجل المشاركة ذلك أمر آخر، يجب أن يوضع في الحسبان، أما السبب الرابع بكل صراحة البطولة بالنسبة إلى أهل سنابس تجرح ولا تداوي الجرح، لأنهم متعطشون دائماً إلى البطولات، وهناك أسباب أخرى لا مجال لذكرها. - نعم، بكل تأكيد، ويكفي قيادته الفريق إلى تحقيق البطولة العربية، ووصافة البطولة الخليجية، وهو سبق أن حققها كلاعب قبل سنوات طويلة، كما أننا نافسنا على جميع البطولات، ولكن الأسباب التي ذكرتها سابقاً، أعتقد أنها لم تخدمه وتخدمنا جميعاً. - بعودة رجال سنابس والتفافهم حول الفريق ودعمه ودعم الإدارة بكافة احتياجات الفريق البسيطة، لن يستطيع أحد أن يوقف قطار النور، لأننا وبكل فخر واعتزاز أكاديمية ومصنع للنجوم، والدليل هو مشاركة عدد كبير من لاعبي النادي مع المنتخبات الوطنية، بالإضافة إلى نتائج النور في السنوات الأخيرة. - كل لاعب يتعرض إلى هبوط وانخفاض في مستواه، حتى اللاعبين العالميين والمحترفين، فما بالك بي أنا، وأنا لاعب ضعيف الخبرة وغير محترف، وبالمناسبة أنا أود هنا أن أبدي رغبتي واقتراحي بأن يلجأ اتحاد اللعبة لتطبيق الاحتراف، فنحن اليوم في أمسِّ الحاجة لمثل هذا القرار مع ما وصلت إليه اللعبة بتأهُّلها إلى كأس العالم ست مرات، وتحقيق أندية المملكة الأهلي والنور ومضر والخليج بطولات عربية وقارية، وأثبتت مكانة اللعبة، وهذا سيقوي اللعبة ويرفع من كفاءة المنتخب الوطني. - أعتقد أن النحس يلازمني مع المنتخبات، ولم أستطع تحقيق أي إنجاز مع كافة الدرجات رغم البطولات الكثيرة التي حققتها مع النور، وأنا انضممت إلى منتخب الناشئين منذ وقت باكر من عمري، وفي الناشئين والشباب وصلنا إلى الدور نصف النهائي، ولم نوفق في الوصول لكأس العالم، وأتمنى أن أكسر هذا النحس مع المنتخب الأول في البطولات المقبلة. - أتمنى الاحتراف خارجياً، واللعب في أقوى الأندية العالمية، وسأعمل لتحقيق هذه الأمنية. - أشكر صحيفة «الشرق» على هذا الحوار وعلى دعمها للعبة كرة اليد، كما أشكر بعض النجوم الذين ساعدوني في أول موسم لي مع الفريق الأول، وهما شقيقاي محمد ومهدي، وناصر الضامن وقصي آل سعيد ونبيل العبيدي وفتحي الخضيمي ومصطفى الحبيب وسلطان العبيدي، ومنذ صغري كنت أحلم باللعب معهم، وتحقق حلمي، وهم الآن سلموني أنا وبقية زملائي الصغار الراية، وبدعمهم سيبقى النور قوياً وشامخاً.