مازالت موجة الفرح تجتاح قرية سنابس بعد تحقيق الإنجاز الخارجي الثالث في مسيرة النادي في لعبة كرة اليد حيث كانت هذه البطولة العربية الثانية في تاريخ النادي، بعد البطولة التي حققها في أواخر التسعينات، ولم يتوقف مد البطولات لنادي النور على ذلك بل كان قد حقق البطولة الخليجية أيضاً، وهو ما يبرهن على أن كرة اليد في نادي النور لا تتوقف على جيل بل هي تبقى بيّاضة للاعبين الموهوبين والمتميزين على مدى السنوات، وما يؤكد ذلك وجود عدد كبير من لاعبي النور في المنتخبات الوطنية في مختلف الدرجات، علماً بأن النور سُمّي بالأكاديمية نظراً لكثرة اللاعبين الذين ينجبهم النادي منذ فترة طويلة في كرة اليد السعودية. العليوات .. قصة إنجاز وإعجاز وإذا ما نظرنا إلى ذلك فإنه لا بد لنا من الحديث عن المدرب الوطني عبد العظيم العليوات الذي استطاع قيادة الدفة الفنية ليد النور في البطولة العربية الثلاثين وتحقيق البطولة للمرة الثانية في تاريخ النادي بعدما تعامل مع اللقاءات التي لعبها الفريق بشكل مميز وواضح للغاية، حيث كانت لقاءات الفريق قوية منذ الجولة الأولى إلى المباراة النهائية وهذا ما لم يعيق الفريق عن مواصلة سلم الانتصارات دون الرضوخ إلى التعادل والخسارة أبداً، بل كان الفريق مميزا جداً في العودة إلى اللقاءات وإن كان متأخراً بالنتيجة وهذا ما جعل للفريق ميزة خاصة، ويدل في الوقت ذاته على تعامل خاص كان بإدارة فنية وطنية صنعت الإنجاز والفرحة إلى الوطن من خلال لعبة كرة اليد التي لطالما كانت سبّاقة في تحقيق الإنجازات على مستوى الأندية والمنتخبات الوطنية. ويُحسب للمدرب الوطني عبد العظيم العليوات عمله الواضح في سبيل إخراج جيل جديد من نادي النور قادر على أن يمسك بزمام المستقبل من خلال إعطائه الثقة لهؤلاء اللاعبين وعلى رأسهم: مجتبى السالم وعلي التاروتي وعبد الله حماد وعبد الله العباس وأحمد العبيدي الذين مثلوا رقماً صعباً في تشكيلته من خلال تواجدهم في أوقات حساسة من اللقاءات الكبيرة وتأديتهم الأدوار المطلوبة منهم على النحو الأفضل، علماً بأن الفريق استطاع أن ينتزع بطولة النخبة في نهاية الموسم الماضي بقيادة نفس المدرب وبنقص كل من لاعبي الفريق محمد السالم ومهدي السالم الذين غابوا للإيقاف. ويرشح المتابعون العليوات لبناء الجيل الجديد للأكاديمية من خلال تعامله السليم والمميز مع اللقاءات وكذلك مع اللاعبين الذين ظهروا بشكل خارق للعادة في قيادته وظهرت لمساته النفسية من خلال أداء اللاعبين المميز والروح القتالية التي جعلت الفريق يحضر في الأوقات الحاسمة من اللقاءات، علماً أن العليوات حقق لقب العربية كلاعب وكابتن للنور في عام 1996م بعمان وفي هذه النسخة 2013م بالدمام. السالم .. خليفة مناف آل سعيد القادم ويعتبر حارس الفريق المميز محمد السالم أحد أهم عوامل تحقيق الفريق للبطولة العربية في النسخة الحالية بالرغم من الإصابات التي كان يتعرض لها، إلا أنه كان يتحامل عليها من أجل إفراح جماهير سنابس وكانت أغلب تصريحاته التي ظهر بها على الإعلام يتحدث بها عن أهمية دور الجمهور في حضور الفريق بمستوياته المعهودة، أيضاً إشارته إلى حجم الدعم الذي يلقوه من الأهالي في حال الدعوات لهم بالتوفيق في البطولات التي يلعبها الفريق داخلياً وخارجياً. ويرشح المتابعون مستوى محمد السالم اللافت في السنوات الأخيرة وخصوصاً في السنة الأخيرة الماضية التي ارتفع فيها مردوده للأعلى أن يكون الحارس على قدر عال في المنتخب السعودي الوطني خلفاً للحارس المخضرم والمعروف مناف آل سعيد الذي يعتبر الحارس الخارق للعادة في كرة اليد السعودية، حيث إن الظهور المميز لمحمد السالم كفيل بأن يجعله الحارس الأول بعد اعتزال مناف آل سعيد الذي بدوره أكد خبر توديعه الملاعب في أكثر من مناسبة إلا إن ذلك غالباً ما يُرفض من قبل اتحاد الكرة، علماً بأن الحارس مناف آل سعيد خرج من نادي النور إلى نادي الأهلي في صفقة كانت مدوية آنذاك. *السجل التاريخي وإذا ما عدنا إلى السجل التاريخي لبطولات نادي النور نرى إن الفريق استطاع الحصول على بطولة الدوري ثلاث مرات في أعوام 1415و 1416 و 1429 ه وحقق بطولة الكأس ثلاث مرات أيضاً في أعوام 1416 و1417 و1430 ه فيما حقق بطولة النخبة أربع مرات في أعوام 1424 و 1429 و 1431 و 1433 ه على المستوى المحلي، فيما حقق بطولة العربية "مرتين" والبطولة الخليجية "مرة واحدة" بالإضافة إلى وصافة بطولة آسيا في عام 2009م. البطولة الخليجية ... الحلم القادم تعتبر البطولة الخليجية التي يستضيفها نادي النور في شهر مارس المقبل هي أبرز المتطلبات التي توضع على طاولة إدارة النادي بعد تحقيق البطولة العربية حيث إن الجماهير تسعى إلى مواصلة الأفراح خصوصاً على المستوى الخارجي لاسيما إن البطولة سوف تقام على أرض الفريق وبين جماهيره حيث أكد القائمون على يد النور إنهم سوف يعملون من الآن على توفير المتطلبات التي تجعل الفريق منافساً قوياً على تحقيق البطولة الخليجية للمرة الثانية في تاريخ النادي مثلما حصل في البطولة العربية التي دخلت خزائن النادي للمرة الثانية. الدعم المادي ... المأزق الذي يخشاه الفريق يخشى الفريق البطل الأكاديمية وأغلبية أندية الدخل المحدود من المصاريف الهائلة التي يحتاجها الفريق بعد تحقيق البطولات، وهذا ما أكده رئيس نادي النور عبد رب الرسول العبيدي الذي قال: النادي يحتاج إلى وقفة جادة من قبل رجال الأعمال في المنطقة الشرقية لاسيما إن النادي يواصل تحقيق البطولات ويشرف الوطن في المحافل الداخلية والخارجية أيضاً، بالإضافة إلى وفرة اللاعبين المميزين الذين يخرجون من بوابة نادي النور، وهذا ما أكده تركي الخليوي الأمين العام للاتحادين العربي والسعودي في مرات عديدة سابقة.وينتظر أن تعمل إدارة النادي على توفير الدعم المادي في سبيل تكريم الفريق الحاصل على البطولة العربية خير تمثيل وكذلك مواصلة المنافسة على البطولات المحلية، بالإضافة إلى العمل على استضافة مشرفة للبطولة الخليجية في شهر مارس المقبل. *اللجنة الإعلامية .. تميز ونجاح من اللافت للنظر هو البروز الإعلامي لنادي النور خصوصاً في البطولات الأخيرة التي دخلها الفريق حيث كان هناك العديد من المصورين والمصممين والمحررين الذين يرصدون الأحداث عن نادي النور أولا بأول وهذا ما ساهم في الظهور المميز للفريق إذ يعتبر الإعلام جزء لا يتجزأ من عوامل النجاح، علماً بأن رجل الأعمال حسين العبكري كان أحد عوامل ثورة المركز الإعلامي المهنية من خلال الاجتماع معهم وتوفير الاحتياجات اللازمة لهم في الكثير من المحافل خلال السنة الماضية. الجماهير ... والوقفة مع الفريق مثلت الجماهير عاملا هاما في تحقيق الفريق للبطولة العربية الثلاثين لكرة اليد من خلال وقفتها مع الفريق في الأدوار التمهيدية والمتقدمة في البطولة، ولكن كان الحضور بشكل استثنائي في النهائي الكبير الذي كان أمام نادي مضر "مستضيف البطولة" حيث غطى اللون الأخضر المدرجات السنابسية، وهذا ما جعل الفريق يبذل كل ما لديه من أجل إرضاء القاعدة الجماهيرية الكبيرة لأبناء سنابس. الروح القتالية ... معدن اللاعبين وضح بشكل كبير تأثير الروح القتالية البارز في نتائج الفريق خلال البطولة العربية الثلاثين لكرة اليد وهذا ما يؤكد حسن الإعداد النفسي وكذلك الفني للفريق مما جعله يكسب لقاءات هامة في البطولة، علماً بأن الفريق سطر أرع الملاحم أمام أقوى الفرق بالرغم من كون طريقه إلى المباراة النهائية مفروشاً بالأشواك نظراً للمباراة القوية التي لعبها منذ بداية البطولة حتى الأخيرة. الأفراح تسيطر على الأبطال مازالت جماهير نادي النور تواصل التغني باللاعبين الأبطال الذين صنعوا الفرحة الجديدة من خلال وضع صورهم على مواقع التواصل الاجتماعي في الإنترنت ووضع العبارات التي يفتخر بها عشاق الفريق بعد الإنجاز التاريخي الكبير للفريق، وكان هناك حضور لافت للشعراء الكبار الذين بدورهم سجلوا إعجابهم بالفريق ومستوياته القوية في البطولة العربية، وكتبوا أروع الأبيات في الفريق واللاعبين والمدرب والجماهير الوفية، الذين كانوا مكملين لبعضهما البعض في البطولة العربية التي اختتمت أخيراً بضيافة نادي مضر السعودي على صالة رعاية الشباب بالدمام. النور بطل العربية