قالت مصادر أمنية وطبية ليبية أمس الجمعة إن قوات غير نظامية تدعمها طائرات هليكوبتر ويقودها فريق أول متقاعد في الجيش اشتبكت مع ميليشيات متشددة في مدينة بنغازي شرق البلاد، ما أدى إلى مقتل شخصين على الأقل. وفي ظل تراجع واسع لسلطة القانون والنظام منذ الانتفاضة التي أطاحت بمعمر القذافي عام 2011 اتُّهِمَ مقاتلون متشددون بتنفيذ سلسلة من عمليات الاغتيال والتفجيرات ضد الجيش في بنغازي وخوض معارك متكررة مع القوات الخاصة لكنهم يتحصنون الآن في قواعد على مشارف المدينة. وقال محمد الحجازي الذي وصف نفسه بأنه المتحدث لما يسمى بالجيش الوطني الليبي إن مقاتلين بقيادة الفريق أول المتقاعد خليفة حفتر قصفوا قواعد لجماعة أنصار الشريعة وجماعة متشددة أخرى في بنغازي. وأفاد شهود عيان بأن طائرة هليكوبتر تتبع الجيش النظامي استُخدِمَت في شن هجمات على قواعد للمتشددين، وكان حفتر أحد أهم الشخصيات في الانتفاضة ضد القذافي لكنه اتُّهِمَ بمحاولة تدبير انقلاب قبل أشهر على حكومة رئيس الوزراء السابق علي زيدان. ونظراً لضعف قوات الجيش الوطني الليبي التي مازالت تحت التدريب، لا تستطيع ليبيا السيطرة على كتائب المقاتلين التي حاربت القذافي وترفض الآن إلقاء السلاح وكثيراً ما تتحدى سلطة الدولة. من جانبه، قال رئيس الأركان العامة للجيش الليبي، اللواء عبدالسلام جاد الله، إن القوة التي دخلت بنغازي فجر أمس هي مجموعات صغيرة تابعة للواء السابق خليفة حفتر من بينها بعض العسكريين وتعمل على فرض إرادتها بالقوة على الشعب الليبي. وأوضح جاد الله في مداخلة مع قناة «ليبيا الوطنية»، نشرتها وكالة الأنباء الليبية «وال»، أنه صدرت تعليمات مكتوبة إلى الغرفة الأمنية والقوات العسكرية والثوار التابعين تحت قيادة الغرفة الأمنية المسؤولة عن بنغازي بالتصدي لأي قوات خارجة عن الشرعية تحاول الانقلاب، مؤكداً أنه لا يمكن أن تأتي قوة عسكرية نيابةً عن الشعب الليبي وتقرر مصيره، وواصفاً ما حدث بالانقلاب.